للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسباب تسمية علم التوحيد بعلم الكلام:

يعلّل المتكلمون تسميتهم للتوحيد بعلم الكلام بعلل شتى نذكر منها ما يلي:

١- يقول الشهرستاني: "سمي باسم الكلام، إما؛ لأن أظهر مسألة تكلموا فيها، وتقاتلوا عليها هي مسألة الكلام، فسمي النوع باسمها ... "١.

٢- "أطلق علم الكلام على التوحيد؛ لأن أصحابه كانوا يترجمون لمسائله بقولهم: "الكلام في القدرة، الكلام في العلم، الكلام في الوحدانية، فشاع الكلام على هذا العلم وغلب عليه، فالتسمية من باب الشيوع والذيوع والغلبة"٢، كما فعل الأشعري في كتابه "الإبانة"، والقاضي عبد الجبار في كتابه "المغني في أبواب التوحيد والعدل".

٣- "وقد يكون سبب التسمية أنه أكثر من غيره خلافا، ونزاعا بين الخائضين فيه بعقولهم، فهو مفتقر إلى الكلام أكثر من غيره لتحقيقه، وللرد على المخالف فيه"٣.

٤- ويرى التفتازاني أنه سمي بذلك، لابتنائه على الأدلة القطعية المؤيدة في كثير من الأحيان بالأدلة النقلية، "فكان أشد العلوم تأثيرًا في القلب وتغلغلا فيه، فسمي بالكلام المشتق من الكلم وهو الجرح"٤.

٥- ويرى آخرون أنه سمي بذلك؛ لأنه يكسب المتكلم قدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات، وإلزام الخصوم٥.

هذا هو حاصل ما قالوه تعليلا لهذه التسمية، ويرى أهل السنة هذه التسمية لهذا


١ الملل والنحل للشهرستاني "١/ ٣٠".
٢ مباحث في علوم العقيدة د. آمنة نصير ص٧٧.
٣ توضيح العقائد النسفية د. سليمان خميس ص٦.
٤ شرح العقائد النسفية للتفتازاني "١/ ١٩".
٥ علم العقيدة بين الأصالة والمعاصرة د. أحمد السايح ص٥٥.

<<  <   >  >>