للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وأن يكون منهج تقرير المسائل الاعتقادية، ورد قوادح الأدلة الخلافية، متفقا وقواعد النظر والاستدلال عند أهل السنة، من مثل: الإيمان بجميع النصوص الصحيحة مع التعظيم والتوقير، ودرء كل ما ظاهره التعارض بين أدلة المنقول وأدلة المعقول، ورد النزاع إلى الكتاب والسنة عمومًا، واعتماد فهم الصحابة والسلف الصالح، ونحو ذلك.

ثم يبقى -بعد تصحيح المنهج- أن استعمال هذه التسمية فيها نوع مسامحة ممن قالها أو كتبها من أهل السنة، وهي خلاف الصحيح والمعتمد عند أهل الحق من أسماء هذا العلم الشريف:

ومن ذلك قول القائل:

أيها المغتدي ليطلب علمًا ... كل علم عبد لعلم الكلام

تطلب الفقه كي تصحح حكما ... ثم أغفلت منزل الأحكام١

فهذا على اعتبار المسامحة في هذا الاصطلاح، وإلا فقد عارضه الآخر مصححا فقال:

أيها المغتدي ليطلب علمًا ... كل علم عبد لعلم الرسول

تطلب الفرع كي تصحح أصلا ... كيف أغفلت علم أصل الأصول٢

وقد أزال الإمام السفاريني هذ اللبس بنفسه فقال: "فإن قلت: إذا كان علم الكلام بالمثابة التي ذكرت، والمكانة التي عنها برهنت، فكيف ساغ للأئمة الخوض فيه، والتنقيب عما يحتويه؟ ثم إنك أتيت ما عنه نهيت، وحررت ما عنه نفرت، وهل هذا في


١ نفح الطيب للتلمساني "٥/ ٢٩٦".
٢ شرح الطحاوية لابن أبي العز، ص٧٦.

<<  <   >  >>