للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: "نهينا عن التكلف"١.

وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله؟ " ٢.

قال ابن حجر: "قال ابن بطال: في حديث أنس الإشارة إلى ذم كثرة السؤال؛ لأنها تقضي إلى المحذور، كالسؤال المذكور فإنه لا ينشأ إلا عن جهل مفرط"٣.

وترجم الإمام البخاري -رحمه الله- في كتاب الاعتصام من "صحيحه": "باب: ما يكره من كثرة السؤال، ومن تكلف ما لا يعنيه، وقوله تعالى: {لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة: ١٠١] "، و"باب: ما يذكر من ذم وتكلف القياس {وَلا تَقْفُ} لا تقل: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: ٣٦] "٤.

ومما وردت نصوص الشرع بالنهي عن الخوض فيه، التفكير في ذات الله تعالى وكنه صفاته، وقد سار أهل السنة على هذا النهج، فآمنوا بصفات الله تعالى كما جاءت في الكتاب والسنة، وكفوا عن الخوض في كنه هذه الصفات وكيفيتها، وكلامهم في هذا الباب كثير معروف.

قال حافظ المشرق أبو بكر الخطيب البغدادي: "أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها، وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والقصد إنما هو سلوك الطريقة


١ رواه البخاري "٧٢٩٣".
٢ رواه البخاري "٧٢٩٦"، ومسلم "١٣٦".
٣ فتح الباري لابن حجر "١٣/ ٢٧٣".
٤ صحيح البخاري "٦/ ٢٦٥٨".

<<  <   >  >>