للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقضية الحكم والتشريع وثيقة الصلة بقضية التوحيد؛ بل هي من صلب قضية التوحيد.

إنها تنشأ عن الرضا بالله تعالى ربا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا، وبالإسلام دينًا.

إن قضية التحاكم إلى دين الله عز ودجل، والالتزام بشرعه هي جزء من توحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته؛ فتوحيد الله عز وجل يقتضي إفراده سبحانه وتعالى بالأمر كما يفرد سبحانه بالخلق، لذا قرن الله بينهما فقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: ٥٤] .

فكما أنه سبحانه هو الذي خلق، فهو الحقيق سبحانه بأن يأمر شرعًا وقدرًا.

يقول الشيخ بكر أبو زيد: "إن تحكيم شرع الله من أعظم الواجبات، قال سبحانه: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥] "١.

ويقول الشيخ عمر الأشقر: "إن دعوة التوحيد تقتضي الالتزام بالمنهج الحق، وأما الاعتراف بالله ربا ومعبودًا والتوجه إليه في الصلاة والصوم والدعاء، والاستكبار عن الالتزام بشرعه في أمور السياسة، والاقتصاد والحكم والتربية، فهذا من جنس ضلال المشركين الذين عبدوا مع الله آلهة أخرى"٢.

الاعتناء بعقيدة الولاء والبراء:

وذلك بالتوجيه إلى تحقيق الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وتحقيق البراء من كل ما يخالف هذه العقيدة، وكل من يخالفها، كل بحسبه.


١ درء الفتنة عن أهل السنة للشيخ بكر أبو زيد ص٨٠-٨١.
٢ التوحيد محور الحياة للأشقر ص٣٤.

<<  <   >  >>