للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونهى عن إشراف القبور وتجصيصها، وبناء القباب عليها، وإيقادها بالسرج، والعكوف عليها؛ خشية الافتتان بها والوقوع في تعظيمها.

وأنكر -صلى الله عليه وسلم- على معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين دخل علي فسجد له.

ونهى عن الوفاء بالنذر في مكان يعبد في صنم، أو يقام فيه عيد من أعياد الجاهلية.

ولقد نهج الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- سنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- في الحيطة للتوحيد والمحافظة على حماه المقدس، حتى إن الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر بقطع الشجرة التي بايع الصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحتها على الموت عام الحديبية، لما علم أن بعض الناس يذهبون إليا، ويتعمدون الصلاة عندها.

وقال مرة وهو يستلم الحجر الأسود: "اللهم إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك"١.

وعزل خالدًا -رضي الله عنه- عن القيادة في وقت كانت الآمال كلها معلقة به ليتمم ما بدأه من الانتصارات على الروم؛ ولكنه خشي أن يفتتن به الناس فعزله، وولى مكانه أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه.

وهذا علي -رضي الله عنه- يقول لأبي الهياج الأسدي: "ألا أبعثك على ما بعثني علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم، أن لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سويته ولا صورة إلا طمستها"٢.

وعلى هذا النهج الواضح من المحافظة على التوحيد سار السلف الصالح، وأئمة الهدى من بعدهم، لم يسمحوا لأحد أن يخرق سياج التوحيد أو يستبيح بيضته"٣.


١ رواه البخاري "١٥٩٧"، ومسلم "١٢٧٠".
٢ رواه مسلم "٩٦٩".
٣ دعوة التوحيد لمحمد خليل هراس ص٥٩-٦٢ باختصار.

<<  <   >  >>