للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعدهم إذا تنازعوا في الأمر أمر الله تعالى في قوله: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩] ، وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة، وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية، مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين"١.

وهذا الأمر مشاهد ملموس في الخلاف الذي ينشأ بين أهل السنة أنفسهم، وبين أهل السنة وأهل البدع، فأما ما يكون بينهم وبين بعضهم فكثير جدًّا، فقد وقع الخلاف بين الصحابة أنفسهم حول بعض مسائل العقيدة، ولكن لم تكن هذه المسائل من الأمهات والكليات في هذا الباب.

وقد سبق من الأمثلة على ذلك:

- اختلافهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج، هل وقعت أم لا٢؟

- ومن ذلك أيضا: اختلافهم في أنه هل يكون للبدن في القبر عذاب أو نعيم دون الروح أم لا٣؟

- ومن ذلك: اختلافهم فيما يوزن يوم القيامة: هل هو العمل، أم صحائف العمل، أم العامل نفسه أي صاحب الأعمال؟ ٤.

- ومن ذلك: اختلافهم في الفروع والأأحكام الفقيهة العملية وهو كثير مشهور.

وأما مواقفهم مع غيرهم ممن خالف في الأصول دون الفروع، فيجسده موقف


١ المرجع السابق "٢٤/ ١٣٢".
٢ مجموع الفتاوى لابن تيمية "٣٨٦".
٣ المرجع السابق "٤/ ٢٨٢، ٢٨٣".
٤ انظر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز "٢/ ٦٠٨-٦١٣".

<<  <   >  >>