وأما التغيير باليد فمشروط بحصول القدرة، وألا يؤدي إلى تحريك الفتنة، وأن يتقصر فيه على القدر المحتاج إليه من غير زيادة، وألا يترتب عليه من الضرر ما لا يحتمل في الدين، أو النفس، أو الغير١.
- وفي جانب إدراك الواقع وفهمه:
تكمن أهميته في أنه يعين على تحقيق البصيرة في النوازل فيسدد الفتاوى، ويحكم أمرها، وبه يتوصل إلى استبانة سبيل المجرمين، وتعرية مناهج المنحرفين، وتكميل التوازن في البنيان التربوي.
- وفي مقابل ما ذكر من أهميته، فإن الاستغراق فيه، والمغالاة في تناوله يفضي إلى الافتتان بالبهرج والزيف، وضعف وإغفال التأصيل الشرعي باعتبار أن الواقع هو الأصل تار، وبإغفال المنهج الصحيح في تلقي الأخبار والحكم على الرجال تارة أخرى، وبفقدان الاعتدال والتوازن بين فقه النص والواقع تارة ثالثة.
وكذا من سلبياته: الانعزال عن الأمة بحجة تخلف العامة عن الوعي المطلوب، فإذا عاد الوعي بعزلة ومفاصلة بين العالم وأمته، وبين الدعاة والعلماء، فقد أتى هذا الوعي بنقيض مقصوده، وكر الفرع على أصله بالإبطال، وهذا لا يجوز بحال.
وفي جانب الجهاد:
الجهاد من أعظم أصول الدين، وهو بيعة ماضية في أعناق المؤمنين، ومعنى الجهاد يشمل استفراغ كل وسع، وبذل كل جهد في نصرة الدين بالحجة والبيان، والدعوة والإرشاد، وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.