للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجهاد ماض إلى يوم القيامة، وإنكار وجوبه إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة، وادعاء نسخه بجهاد الكلمة بدعة في الدين وضلالة، ونقص في العقل وسفاهة.

وهدف الجهاد العام هداية الناس وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ويدخل تبعا رد اعتداء المعتدين، وإزالة الفتنة عن المدعوين، وحماية وتقوية دولة المسلمين، وإرهاب أعداء الدين وترك الجهاد هو الهلكة والخسران المبين.

ولا بد في الجهاد من استيفاء الشرعية، وعدم الإضرار بالأم، بحصر الصراع مع أعدائها لا غير، مع وضوح الراية وسلامتها من ولاءات جاهلية، وشعارات عمية، وقبل ذلك وبعده أن تتحقق المصلحة من القتال بإعزاز الدين، والدفع عن المستضعفين وكف بأس الكافرين.

وينبغي التأكيد على الحذر من استعجال مواجهة من غير تهيؤ يرجح معه الظفر، ويتوقع معه قبول الأمة، وسلامة التوقيت زمانا ومكانا، واستفراغ الوسع في اتخاذ أسباب النصر المادية والمعنوية، وذلك لئلا ترجع هذه المواجهات بنقيض ما شرع الجهاد لتحقيقه من إعزاز الدين، وتقوية شوكة المسلمين.

وباستيفاء جميع ما تقدم على وجه السداد والمقاربة تتم النسبة الشريفة، وتكمل الفضيلة المنيفة، وترتقي ذرى الكمال والدرجات العلا في الجنة، ومن صفى صفي له.

قيل لسهل بن عبد الله: "متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة؟ "، قال: "إذا عرف من نفسه عشر خصال:

١- لا يترك الجماعة.

٢- ولا يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

٣- ولا يخرج على هذه الأمة بسيف.

<<  <   >  >>