ووضعها بإزاء المعاني وخلق علوم ضرورية في ناس بأن تلك الألفاظ موضوعة لتلك المعاني. ودليل إمكان الاصطلاح إمكان أن يتولى واحد أو جمع وضع الألفاظ لمعانٍ، ثم يفهموها لغيرهم بالإشارة كحال الوالدات مع أطفالهن. وهذان الدليلان هما دليلا إمكان التوقيف.
واحتج القائلون بالتوقيف بوجوه:
أولها:
قوله تعالى:{وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} ١ فالأسماء كلها معلمة من عند الله بالنص، وكذا الأفعال والحروف؛ لعدم القائل بالفصل، ولأن الأفعال والحروف أيضًا أسماء؛ لأن الاسم ما كان علامة التميز من تصرف النحاة لا من اللغة، ولأن التكلم بالأسماء وحدها متعذر.