للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحتج القائلون بالاصطلاح بوجهين:

أحدهما:

لو كانت اللغات توقيفية لتقدمت واسطة البعثة على التوقيف والتقدم باطل وبيان الملازمة أنها كانت توقيفية فلا بد من واسطة بين الله والبشر، وهو النبي لاستحالة خطاب الله تعالى مع كل أحد بيان بطلان لتقدم قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} ١، وهذا يقتضي تقدم اللغة على البعثة.

والثاني:

لو كانت اللغات توقيفية فذلك إما بأن يخلق الله تعالى علمًا ضروريًّا في العاقل أنه وضع الألفاظ لكذا، أو في غير العاقبل أو بألا يخلق علمًا ضروريًا أصلًا، والأول باطل، إلا لكان العاقل عالمًا بالله بالضرورة؛ لأنه إذا كان عالمًا بالضرورة يكون الله واضع كذا لكذا


١ من الآية رقم٤ من سورة إبراهيم.

<<  <   >  >>