للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كل مكان، وأقبل طلبة العلم بأعداد كبيرة ينهلون من العلم الديني والدنيوي، ويجلسون في حلقات التدريس حول مشائخهم وأساتذتهم يتلقون عنهم طارف العلم وتالده.

وفي الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، ومواعظ العلماء، من النصوص التي تحثّ على العلم وتدعو إليه، ما لا يحصره عدٌّ ولا ينتهي إلى حد, وكان أول ما افتتح به القرآن من الآيات والسور قول الله -تبارك وتعالى- في أول سورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: ١].

إن طلب العلم في الإسلام فريضة على الذكر والأنثى، تأثم الأمة بتركه والتهاون في الأخذ بأسبابه, والنصوص من قرآنٍ وسنة، تتعاضد كلها في الترغيب في العلم، وترتيب الجزاء العظيم عليه، حتى سمت به إلى درجة العبادة, بل فضَّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العالم على العابد، في قوله: "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" ١, وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩].

إن التعليم يُعَدُّ من الحقوق الأساسية التي لا غنى عنها في كل عصر ومصر، والغرض منه تربية الإنسان منذ بواكير عمره في ملكاته النفسية والذهنية، وتنمية مداركه العقلية، وتهذيب مواهبه الفطرية وميولاته الطبيعية، معاضدة لدور الأسرة والمجتمع في إعداد أجيال المستقبل, وتأهيلهم نفسيًّا وعقليًّا للاضطلاع بالمسئوليات التي ستوكل إليهم.

ولقد أختارت عديد الدول في العالم اليوم، أن يكون التعليم إجباريًّا, غايتها في ذلك القضاء على الأمية، التي كانت لعهد غير بعيد مستفحلة في عديد الأوساط والشرائح الاجتماعية، مما يعوق قدرة الشعوب على بلوغ أهدافها في التنمية والتقدم.

وإن تخلّفت بعض الشعوب العربية والإسلامية في اللحاق بركب الأمم


١ رواه الترمذي وحسنه.

<<  <   >  >>