للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلم: "والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم" "الترمذي".

ويلاحظ أن الأسلوب القرآني يقرن -دائما- الحقوق بالمسئوليات -كما ذكرنا- فإذا أقر حرية التفكير والتعبير للمرء فهو يضع عليه واجب الالتزام بالعفة، والصدق، وعدم التجريح أو النيل من الأعراض والكرامات. وقد عاب القرآن الكريم على بعض الناس -وهو يعلمهم- المسارعة في إشاعة أحاديث السوء, فقال: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ، وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: ١٥, ١٦] ذلك أن مناخ الحرية قد يغري بعض ضعاف النفوس فيستغلونه للنيل من الكرامات والأعراض؛ مما يهدم أسس المجتمع من ناحية، ويجعل المنكرات أمورا شائعة مقبولة حين يتم ترويجها بالحق والباطل، وهو ما ذهب إليه المفكر الفرنسي مونتسكيو حين قال: "إن الفضائل هي أساس الحرية"١.


١ رواح القانون لمونتسكيو.

<<  <   >  >>