يؤمنون بإله أو كتاب، وها هو كبيرهم هرتزل يسمي هذه النبوءات بـ "الأساطير المفيدة"١. وهناك أكثر من رد على تهافت هذا المنطق وزيفه من كلام التوراة نفسها حيث يقول سفر التكوين ٢٥-٩-١٠:"إن إبراهيم قد اشترى أرضا من عفرون الحثي ليحفر قبرا يدفن فيه زوجته "سارة", وليكون مقبرة للأسرة بعد ذلك، والزائر إلى مدينة الخليل العربية يجد حتى اليوم مغارة ماكفيلا التي تضم مدفنا للأسرة الإبراهيمية، وفي أماكن كثيرة من التوراة يبرز اسم إسماعيل بن إبراهيم أبي العرب الذين يملكون في تراث إبراهيم أكثر من غيرهم, كما يقول القرآن الكريم:{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: ٦٧, ٦٨] ، فهي في نظر الإسلام وراثة نبوة ورسالة, وإيمان، وليس وراثة مادية تتمثل في أرض وعقار، وسلاحها الاغتصاب والاعتداء, وإذا كانت القضية وراثة سلالية فإن العرب هم من سلالة إبراهيم، وإن قبائلهم كاليبوسيين والعموريين قد سكنوا فلسطين قبل الغزو العبراني بآلاف السنين.
لقد مر الحلم الصهيوني الخرافي بأطوار مختلفة, وترعرع في رحم المؤامرات الدولية التي يحركها التعصب الديني، والمصالح الإستراتيجية حتى أدى إلى صدور قرار الأمم المتحدة رقم ١٨١ بالتقسيم في عام ١٩٤٧, وقد أعطى هذا القرار الجائر كيانا ملموسا لأحلام الصهيونية، وأصبح ركيزة ثابتة تدور حولها السياسة الغربية إزاء فلسطين. وفي غمار هذا التطور لم يعد أحد يتحدث عن الحقوق الأساسية أو وجود الشعب الفلسطيني على الأرض؛ لأن المطلوب هو تعديل كل شيء وتغييره لكي يتلاءم مع المؤامرة الدولية، ولتحقيق ذلك كان لا بد من تهجير الشعب الفلسطيني، بل إبادته كما وقع في حالات كثيرة، وكان لا بد أن تقع تغييرات على الخارطة السياسية للمنطقة حتى تتفق مع التخطيط الجديد.
وهكذا، أصبح الحق باطلا والباطل حقا، وتمكنت إسرائيل من فرض