للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب كثيرة] ١، وكذلك في الهند، وفي الترك، والفرس، والبربر، وسائر الأمم٢، فهي أمورٌ معتادة للجنّ والإنس.

آيات الأنبياء خارجة عن مقدور الجن والإنس

خوارق الشياطين علامة على فجور أوليائهم

وآيات الأنبياء - كما تقدم٣ - خارجةٌ عن مقدور الإنس والجن؛ فإنهم مبعوثون إلى الإنس والجن، فيمتنع أن تكون آياتهم أموراً معروفةً فيمن بُعثوا إليه؛ إذ يقال: هذه موجودة كثيراً للإنس، فلا يختصّ بها الأنبياء. بل هذه الخوارق هي آيةٌ وعلامةٌ على فجور صاحبها وكذبه، فهي ضدّ آيات الأنبياء التي تستلزم صدق صاحبها وعدله.

ولهذا يكون كثيرٌ من الذين تخدمهم الشياطين من أهل الشياطين.

وهذا معروفٌ لكثيرٍ ممَّن تخدمه الشياطين.

بل من طوائف المخدومين من يكونون كلّهم من هذا الباب؛ [كالبوي] ٤ الذي للترك٥.


١ ما بين المعقوفتين مكرر في ((خ)) .
٢ انظر: الجواب الصحيح ٢٣١٩، ٣٢١، ٣٤٢-٣٤٣. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ٨٣، ١٢٤، ١٦٩.
٣ انظر ما تقدم من هذا الكتاب ص ٥٨٩-٦٣٢، ٦٧١-٦٧٤، ٧٥٤، ٧٩٨، ٧٩٩، ١٠٠٣، ١٠٢١.
٤ في ((م)) : كالبويي. وفي ((ط)) : كالبوبي. ولعلها (كالبوى) - بالألف المقصورة.
٥ ذكر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في موضع آخر أن للترك شيخاً يقال له: البوا. يُنصب له مكان في ظلمة، فيذبحون ذبيحة للشيطان، ويغنون له، فتأتي الشياطين وتخاطبهم ببعض الأمور الغائبة؛ كأحوال غائبيهم، وسرقاتهم، وغير ذلك. ويُحمل البوا فيوقف به في الهواء وهم يرونه، ولا يكون بينهم إذ ذاك مسلم، ولا كتاب فيه قرآن. هذا مشهور عندهم إلى هذا الوقت، أخبرنا به غير واحد. انظر: كتاب الصفدية ١١٩١.
وقد سبق أن ذكر شيخ الإسلام رحمه الله باباه الرومي في ص ١٩٢، ٦٠٠ من هذا الكتاب.
فهو المقصود بالبويي الذي للترك، أو البوا، أو باباه، وهي أسماء لشخص واحد من أولياء الشياطين الذين لهم خوارق تعينهم عليها.
وكذلك البوشي - أبو المجيب - فإنه ذكر أن له خوارق مثل خوارق البوا. انظر: جامع الرسائل ١١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>