للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأولئك١ نصروا جهلهم بالتكذيب بالحق، وهؤلاء٢ نصروا جهلهم أيضاً بقول الباطل، فقالوا: إنّ الآية هي المقرونة بالدعوى التي لا تعارض٣، وزعموا أنه لا يمكن معارضة السحر والكهانة إذا جعل آية، وأنه إذا لم يعارض، كان آيةً٤، وهو تكذيب بالحق أيضاً؛ فإنّه قد ادّعاه غير نبيّ، ولم يعارض٥.

فالطائفتان٦ أدخلت في الآيات ما ليس منها، وأخرجت منها ما هو منها؛ فكرامات الأولياء، وأشراط الساعة من آيات الأنبياء، وأخرجوها. والسحر والكهانة ليس من آياتهم، وأدخلوها، أو سوّوا بينها وبين الآيات، بل [ونوابها] ٧.

الرابع: إنّ آيات الأنبياء والنبوة، لو قُدّر أنها تُنال بالاكتساب، فهي إنما تُنال بعبادة الله وطاعته؛ فإنه لا يقول عاقل: إنّ أحداً يصير نبياً بالكذب


١ المعتزلة.
٢ الأشاعرة.
٣ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٦-٤٩. والإرشاد للجويني ص ٣١٢-٣١٣، ٣١٩. والمواقف للإيجي ص ٣٦٩.
وانظر ما سبق في هذا الكتاب ص ١٥١-١٥٥، ٢٨٢، ٥٨٦-٥٨٧، ٧٢٤، ٩٨٧.
٤ انظر: البيان ص ٩٤-٩٥، ٩٦. والإرشاد ص ٣١٩، ٣٢٨. والمواقف ص ٣٧٠. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٤-١٧٥.
وانظر ما سبق ص ٥٨٥-٥٨٨، ٦٠٦-٦٠٩، ٧٢٦-٧٢٧،.
٥ مثل مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، والحارث الدمشقي.
انظر ما سبق ص ١٩٢، ٢٨٢، ٥٩٨.
٦ المعتزلة والأشاعرة.
٧ في ((خ)) رسمت: لوابها. وهكذا جاءت في ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>