للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظلم، بل بالصدق والعدل؛ سواءٌ قال: إنّ النبوة جزاء على العمل١، أو قال: إنه إذا زكى نفسه، [فاض] ٢ عليه ما يفيض على الأنبياء٣. فعلى القولين: هي مستلزمة لالتزام الصدق والعدل.

وحينئذ: فيمتنع أن صاحبها يكذب على الله؛ فإن ذلك يفسدها بخلاف من خالف الأنبياء؛ من السحرة، والكهان، وعباد المشركين، وأهل البدع والفجور؛ من أهل الملل؛ أهل الكتاب، والمسلمين؛ فإن هؤلاء [تحصل] ٤ لهم الخوارق، مع الكذب والإثم. بل خوارقهم مع ذلك أشدّ؛ لأنهم يخالفون الأنبياء. وما ناقض الصدق والعدل، لم يكن إلا كذباً وظلماً.

فكلّ من خالف طريق الأنبياء، لا بُدّ له من الكذب والظلم؛ إما عمداً، وإما جهلاً.


١ وهذا قول المعتزلة، كما صرح بذلك شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة ٢٤١٤، ٥٤٣٦-٤٣٩. وكتاب الصفدية ١٢٢٥-٢٢٩.
٢ في ((ط)) : فاضل.
٣ هذا قول الفلاسفة، كما مر معنا في ص ١٣١٢ من هذا الكتاب. وانظر: كتاب الصفدية ١٢٢٩، ٢٢٣٠.
وقد قال شيخ الإسلام عن النبوة عند الفلاسفة أنهم "يزعمون أن ذلك فيض فاض من العقل على نفس النبيّ كما يفيض على سائر الأنبياء وغيرهم". بغية المرتاد ص ٣٨٤. وانظر: الرد على المنطقيين ص ٢١٨-٢١٩، ٤٧٤-٤٧٦.
وفكرة الفيض، والصدور - وهما بمعنى واحد عند من قال بهما -: تولّد عن الله. والله تعالى قد نفى جنس التولد عن نفسه. انظر: كتاب الصفدية ١١٥٨-١٦٠، ٣٤٧. والرد على المنطقيين ص ٢١٤، ٢١٨، ٢١٩.
٤ في ((خ)) : يحصل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>