للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {تَنَزَّلُ على كُلِّ أفَّاكٍ أثيم} ١: ليس من شرطه أن يتعمد الكذب، بل من كان جاهلاً يتكلم بلا علم، فيكذب؛ فإن الشياطين تنزل عليه أيضاً؛ إذ من أخبر عن الشيء بخلاف ما هو عليه، من غير اجتهاد يُعذر به، فهو كذّاب.

ولهذا يصف الله المشركين بالكذب، وكثيرٌ منهم لا يتعمّد ذلك.

وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أفتى أبو السنابل٢: بأنّ المتوفى عنها الحامل، لا [تحلّ] ٣ بوضع الحمل، بل تعتد أبعد الأجلين. فقال: كذب أبو السنابل٤؛ [أي في قوله] ٥: بأنّ المتوفى عنها الحامل لا [تحلّ] ٦ بوضع الحمل، بل تعتد أبعد الأجلين.

وكذلك لمّا قال بعضهم: ابن الأكوع حبط عمله. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: كذب من قالها، إنه لجاهد مجاهد٧

ونظائره كثيرة.

فالأنبياء لا يقع في إخبارهم عن الله كذب؛ لا عمداً، ولا خطأ.

وكلّ من خالفهم لابد أن يقع في خبره عن الله كذب ضرورةً؛ فإن خبره إذا لم يكن مطابقاً لخبرهم، كان مخالفاً له، فيكون كذباً.


١ سورة الشعراء، الآية ٢٢٢.
٢ سبقت ترجمته.
٣ في ((خ)) : يحل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ سبق تخريجه ٩٧٨-٩٧٩.
٥ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٦ في ((خ)) : يحلّ. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ سبق تخريجه ٩٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>