للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمرُ الآيات إلى الله، لا إلى اختيار المخلوق١، واللهُ يأتي بها بحسب علمه، وحكمته، وعدله، ومشيئته، ورحمته، كما يُنزل ما ينزله من آيات القرآن، وكما يخلق من يشاء من المخلوقات، بخلاف ما حصل باختيار العبد؛ إما لكونه يفعل ما يُوجبه، أو يدعو الله به فيجيبه.

فالخوارق التي ليست آيات٢: تارةً تكون بدعاء العبد، والله تعالى يُجيب دعوة المضطر [إذا دعاه] ٣، وإن كان كافراً. لكن [للمؤمنين] ٤ من إجابة الدعاء ما ليس لغيرهم. وتارةً تكون بسعيه في أسبابها؛ مثل توجهه بنفسه وأعوانه، وبمن يُطيعه من الجنّ والإنس في حصولها.

وأما آيات الأنبياء: فلا تحصل بشيء من ذلك.


١ قال أحد الباحثين معلّقاً على كلام شيخ الإسلام رحمه الله: "فالذي يظهر من استقرائي لكلام ابن تيمية في تحقيقه للفظ المعجز، وفي تقسيمه للآيات: أن منها آيات خاصة لإقامة الحجج، وآيات عامة، قد يكون فيها معنى الإكرام، فهي دلائل وعلامات. فالآيات الخاصة تمثل المعجزات. والآيات العامة تمثل دلائل النبوة، وأعلام النبوة. فكل معجزة علامة ودلالة على النبوة، وليس كل علامة ودلالة على النبوة معجزة بالمعنى الاصطلاحي. أما المعنى اللغوي فقد تطلق المعجزات على أعلام النبوة ودلائلها، كما نقل ابن تيمية عن السلف كأحمد وغيره". خوارق العادات في القرآن الكريم لعبد الرحمن إبراهيم حميدي: ص ٣٥.
وانظر ما سبق من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى حول هذا المعنى في ص ٦٠٤، ٦٥٢، ٧٢٤، ٧٢٥، ٧٩٢ من هذا الكتاب. وانظر: الجواب الصحيح ٥٤١٢-٤٢١،، ٦٣٨٠، ٣٨٧. وفتح الباري ٦٥٨١.
٢ انظر: الجواب الصحيح ٦١٦٧-١٦٨.
٣ ما بين المعقوفتين ليس في ((م)) ، و ((ط)) .
٤ في ((خ)) : المؤمنين. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>