للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ الفلك، والرحاء، وغيرهما يتفكّك كلّما استدار١. ويقول كثيرٌ منهم: إنّ كلّ شيء فإنّه يمكن رؤيته، وسمعه، ولمسه٢.

الفلاسفة أضل من المتكلمين فيجعلون ما في الذهن ثابتاً في الخارج

إلى غير ذلك من الأمور التي جعلوها أصول علمهم، ودينهم، وهي مكابرة للحسّ والعقل.

والمتفلسفة أضلّ من هؤلاء٣؛ فإنهم يجعلون ما في الذهن [ثابتاً] ٤ في الخارج٥؛ فيدَّعون أنّ ما يتصوّره العقل من المعاني الغائبة الكليّة


١ انظر الأربعين في أصول الدين للرازي ص ٢٦٢.
٢ انظر الفرق بين الفرق للبغدادي ص ٣٢٤-٣٢٥.
٣ أي من المتكلمين ,
وانظر كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى على المتفلسفة ومخالفتهم للعقل والسمع في ص ٣٤٦-٣٤٧ من هذا الكتاب.
وقد قال عنهم - رحمه الله - أيضاً: " ومن الفلاسفة من يدعي إثبات جواهر قائمة بأنفسها غير متحيّزة. ومتأخرو أهل الكلام ... يقولون: ليس في العقل ما يحيل ذلك. ولهذا كان من سلك سبيل هؤلاء - وهو إنما يثبت حدوث العالم بحدوث الأجسام - يقول بتقدير وجود جواهر عقلية، فليس في هذا الدليل ما يدل على حدوثها. ولهذا صار طائفة ممن خلط الكلام بالفلسفة إلى قدم الجواهر العقلية وحدوث الأجسام، وأن السبب الموجب لحدوثها هو حدوث تصور من تصورات النفس، وبعض أعيان المتصوفة كان يقول بهذا". مجموع الفتاوى ١٧٣٢٧. وانظر: منهاج السنة النبوية ٢١٤١-١٤٢.
٤ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٥ انظر ما سبق في هذا الكتاب، ص ٣٨٤، ١١١٥. وانظر مجموع الفتاوى ١٧٣٢٨-٣٢٩، ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>