للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو إرهاصٌ١؛ أي توطئةٌ، وإعلامٌ بمجيء الرسول، فما خُرقت في الحقيقة إلاّ لنبيّ.

الرد على من أنكر الكرامات

فيُقال لهم: وهكذا الأولياء، إنّما خُرقت لهم لمتابعتهم الرسول؛ فكما أنّ ما تقدّمه فهو من معجزاته، فكذلك ما تأخّر عنه.

وهؤلاء٢ يستثنون ما يكون أمام الساعة.

لكن هؤلاء كذّبوا بما تواتر من الخوارق لغير الأنبياء.

الرد على من أنكر الكرامات

والمنازع لهم يقول: هي موجودةٌ مشهودةٌ لمن شهدها، متواترةٌ عند كثير من الناس، أعظم ممّا تواترت عندهم بعض معجزات الأنبياء. وقد شهدها خلق كثير لم يشهدوا معجزات الأنبياء، فكيف يكذّبون بما شهدوه، ويصدّقون بما غاب عنهم، ويكذّبون بما تواتر عندهم أعظم مما تواتر غيره؟!

قول الأشاعرة في الفرق بين المعجزة وغيرها

وقالت طائفة٣: بل كل هذا حقٌ، وخرق العادة جائزٌ مطلقاً، وكلّ ما


١ الإرهاص لغة مشتقة من الرِّهص - بالكسر؛ وهو العرق الأسفل من الحائط.
والإرهاص هو المقدّمة للشيء، والإيذان به.
والإرهاص اصطلاحاً: ما يصدر من النبيّ صلى الله عليه وسلم قبل النبوة من أمرٍ خارق للعادة تمهيداً لها.
انظر: القاموس المحيط للفيروزأبادي ص ٨٠١. وكتاب التعريفات للجرجاني ص ٣١. ولسان العرب لابن منظور ٧/٤٤.
٢ أي المعتزلة، ومن وافقهم.
٣ وهم الأشاعرة. انظر مقولتهم في: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٨، ٩٠، ٩٤-٩٥، ١٠٥-١٠٦. والإرشاد للجويني ص ٣١٧، ٣١٩، ٣٢٢، ٣٢٦، ٣٢٨. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٥، ١٨٥. والمواقف للإيجي ص ٣٤٦. وشرح المقاصد للتفتازاني ٥/٧٣، ٧٥. وانظر: الجواب الصحيح ٦/٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>