للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[و] ١ هو أفضل طائفتهم، [وهو] ٢ أجهل من تكلم في هذا الباب فإنهم جعلوا ذلك كلّه من قوى النفس، لكنّ الفرق أنّ النبيّ والصالح نفسُه طاهرةٌ يقصد الخير، والساحر نفسُه خبيثةٌ.

وأما الفرق بين النبي والصالح فمتعذّرٌ على قول هؤلاء.

الرد على من فرق بين المعجزة والكرامة بفروق ضعيفة

ومن الناس٣ من فرّق بين معجزات الأنبياء، وكرامات الأولياء بفروق ضعيفة؛ مثل قولهم: الكرامة يُخفيها صاحبها، أو الكرامة لا يُتحدّى بها. ومن الكرامات ما أظهرها أصحابها؛ كإظهار العلاء بن الحضرمي٤ المشي


١ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٢ في ((م)) ، و ((ط)) : ولكنه.
٣ وهم الأشاعرة.
انظر: أصول الدين للبغدادي ص ١٧٤. والمواقف في علم الكلام للإيجي ص٣٧٠. وشرح المقاصد للتفتازاني ٥/٧٤. وطبقات الشافعية للسبكي٢/٣١٧. واليواقيت والجواهر لعبد الوهاب الشعراني ١/١٦١.
٤ هو العلاء بن عبد الله بن عماد الحضرمي. من سادة المهاجرين. ولاّه رسول الله صلى الله عليه وسلم البحرين. ثمّ وليها لأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما. وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: رأيت من العلاء ثلاثة أشياء، لا أزال أحبه أبداً: قطع البحر على فرسه يوم دارين. وقدم يريد البحرين، فدعا الله بالدهناء، فنبع لهم ماء، فارتووا. ونسي رجل منهم بعض متاعه فرد، فلقيه ولم يجد الماء، ومات ونحن على غير ماء، فأبدى الله لنا سحابة، فمطرنا، فغسلناه، وحفرنا له بسيوفنا، ولم نلحد له.
انظر: سير أعلام النبلاء ١/٢٦٢. والبداية والنهاية ٦/١٦٢-١٦٣.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه: "والعلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - كان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين، وكان يقول في دعائه: يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم، فيستجاب له. ودعا الله بأن يسقوا ويتوضؤوا لما عدموا الماء، ولا يبقى الماء بعدهم، فأجيب. ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم، فمروا كلهم على الماء، فابتلت سرج خيولهم. ودعا الله أن لا يروا جسده إذا مات، فلم يجدوه في اللحد". الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ٣١١.
وانظر: حلية الأولياء لأبي نعيم ١/٧. وصفوة الصفوة لابن الجوزي ١/٦٩٤.
وذكر ابن كثير أنه توفي سنة أربع عشرة. البداية والنهاية ٧/١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>