للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَدُوَّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ} ١، وقال: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيم * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} ٢.

الواجب معرفة الفروق بين آيات الأنبياء وبين من خالفهم

فينبغي أن يُتدبّر هذا الموضع، وتُعرف الفروق الكثيرة بين آيات الأنبياء، وبين ما يشتبه بها؛ كما يُعرف الفرق بين النبي، وبين المتنبي؛ وبين ما يجيء به النبي، وما يجيء به المتنبي.

فالفرق حاصلٌ في نفس صفات هذا، وصفات هذا، وأفعال هذا، وأفعال هذا، وأمر هذا، وأمر هذا، وخبر هذا، وخبر هذا، وآيات هذا، وآيات هذا؛ إذ الناس محتاجون إلى هذا الفرقان أعظم من حاجتهم إلى غيره، والله تعالى يبيّنه، ويُيسّره.

ولهذا أخبر أنه أرسل رسله بالآيات البيّنات. وكيف [يشبّه] ٣ خير الناس بشر الناس. ولهذا لما مثّلوا الرسول بالساحر، وغيره، قال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} ٤.

وقد تنازع النّاس في الخوارق: هل تدلّ على صلاح صاحبها، وعلى ولايته لله٥؟.

هل الخوارق تدل على صلاح صاحبها أم لا؟

والتحقيق: أنّ من كان مؤمناً بالأنبياء،لم يستدلّ على الصلاح بمجرّد


١ سورة البقرة، الآية ٩٧.
٢ سورة الشعراء، الآيات ٢٢١-٢٢٣.
٣ في ((خ)) : شبه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ سورة الفرقان، الآية ٩.
٥ للاطلاع على خلافهم في ذلك، راجع: مجموع الفتاوى ١١/٢١٤، ٢٨٧. والجواب الصحيح ٢/٣٣٨. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ١٤٧-١٤٨. وقطر الولي على حديث الولي للشوكاني ص ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>