للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنواع الخوارق

والخوارق ثلاثة أنواع١:

إمّا أن [تُعين] ٢ صاحبها على البر والتقوى؛ فهذه أحوال نبيّنا ومن اتبعه؛ خوارقهم لحجّة في الدين، أو حاجةً للمسلمين.

والثاني: أن تعينهم على مباحات؛ كمن [يُعينه] ٣ الجنّ على قضاء حوائجه المباحة؛ فهذا متوسط، وخوارقه لا ترفعه ولا تخفضه. وهذا يُشبه تسخير الجنّ لسليمان [عليه السلام] ٤. والأول مثل إرسال نبيّنا إلى الجنّ يدعوهم إلى الإيمان؛ فهذا أكمل من استخدام الجنّ في بعض الأمور المباحة؛ كاستخدام سليمان [عليه السلام] ٥ لهم في محاريبَ، وتماثيلَ، وجِفانٍ [كالجوابِ] ٦ وقدورٍ راسيات، [اعملوا آل داود شُكراً] ٧؛ قال تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ [كَالجَوَابِ] ٨ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْملُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرَاً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور} ٩، وقال تعالى: {وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِير} ١٠.

ونبيّنا أُرسل إليهم يدعوهم إلى الإيمان بالله وعبادته؛ كما أُرسل إلى الإنس. فإذا اتّبعوه، صاروا سعداء. فهذا أكمل له ولهم من ذاك.


١ انظر أيضاً: مجموع الفتاوى ١١/٣١٩-٣٢٠، ٣٢٣-٣٢٩.
٢ في ((خ)) : يعين. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : تعينه.
٤ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) .
٥ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) .
٦ في ((م)) ، و ((ط)) : كالجوابي.
٧ ما بين المعقوفتين ليس في ((م)) ، و ((ط)) .
٨ في ((م)) ، و ((ط)) : كالجوابي.
٩ سورة سبأ، الآية ١٣.
١٠ سورة سبأ، الآية ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>