للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد الرسول أكمل من الملك الرسول

كما أنّ العبدَ الرّسول أكمل من النبيّ الملِك١. ويوسف، وداود، وسليمان [عليهم السلام] ٢ أنبياء ملوك. وأمّا محمّد [صلى الله عليه وسلم] ٣ فهو عبدٌ رسولٌ؛ كإبراهيم، وموسى، والمسيح [عليهم السلام] ٤. وهذا الصنف أفضل، وأتباعهم أفضل.


١ وقال شيخ الإسلام رحمه الله أيضاً: "وانقسم الأنبياء عليهم السلام إلى عبدٍ رسول، ونبيّ ملك. وقد خيَّر الله سبحانه محمّداً صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبداً رسولاً، وبين أن يكون نبيّاً ملكاً، فاختار أن يكون عبداً رسولاً ... فالنبيّ الملك يفعل ما فرض الله عليه، ويترك ما حرّم الله عليه، ويتصرّف في الولاية والمال بما يُحبّه، ويختار من غير إثم عليه. وأما العبد الرسول فلا يُعطي أحداً إلا بأمر ربه، ولا يُعطي من يشاء ويحرم من يشاء؛ بل رُوي عنه أنّه قال: "إني والله لا أعطي أحداً، ولا أمنع أحداً، إنّما أنا قاسم حيث أمرت". مجموع الفتاوى ١١/١٨٠-١٨١. وانظر: المصدر نفسه ١٣/٨٨. ومنهاج السنة النبوية ٧/٤٦٨. والبداية والنهاية لابن كثير ٦/٥٠، ٢٩٤.
وحديث "إني والله لا أُعطي أحداً". رواه البخاري في كتاب فرض الخمس.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: "إنّ عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده، فاختارما عنده.. فبكى أبو بكر.."
انظر: صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة رقم ٤٥ - الفتح ٧/٢٢٧ -. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، رقم ٢.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جلس جبريل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إنّ هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة. فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك فقال: أفملكاً نبياً يجعلك، أو عبداً رسولاً. قال جبريل: تواضع لربك يا محمد. قال: "بل عبداً رسولاً".
انظر: مسند الإمام أحمد ٢/٢٣١. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (المسند ١٢/١٤٢-١٤٣) ، والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان١٤/٢٨٠. وقال محققه: صحيح على شرط الشيخين.
٢ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) .
٣ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) .
٤ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>