للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنّ هؤلاء أعداء الأنبياء، والله تعالى قد ذكر الفرق بينهم وبين الأنبياء؛ فقال: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ [الشَّيَاطِين] ١ [تَنَزَّلُ] ٢ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيْم يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} ٣.

فهؤلاء لا بُدّ أن يكون في أحدهم كذب وفجور، وذلك يُناقِض النبوّة. فمن ادّعى النبوّة، وأخبر بغيوبٍ من جنس أخبار الكهّان، كان ما أخبر به خرقاً للعادة عند أولئك القوم، لكن ليس خرقاً لعادة جنسه من الكهّان.

خوارق بعض المتنبئين

وهم إذا جعلوا ذلك آية لنبوته، كان ذلك لجهلهم [بوجود] ٤ هذا الجنس لغير الأنبياء؛ كالذين صدّقوا مسيلمة الكذّاب٥، والأسود


١ في ((خ)) : الشيطان.
٢ في ((خ)) : تنزلوا.
٣ سورة الشعراء، الآيات ٢٢١-٢٢٣.
٤ في ((ط)) فقط: لوجود.
٥ هو: مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفيّ الوائلي. متنبئ. ولد ونشأ باليمامة في بلدة الجبيلة بوادي حنيفة. وكان قد تنبّأ في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر سنة عشر. وزعم أنه اشترك مع محمد صلى الله عليه وسلم في النبوة، وكان معه من الشياطين من يُخبر بالمغيبات. بعث أبو بكر خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب في جيش كثير، حتى أهلكه الله على يد وحشي غلام مطعم بن عدي؛ الذي قتل حمزة بن عبد المطلب. وكان وحشي يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية، وشرّ الناس في الإسلام.
انظر: مجموع الفتاوى ١١/٢٨٥. وشذرات الذهب ١/٢٣١. والأعلام ٧/٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>