للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو سبحانه أمر أن يُسأل أهل الكتاب، وأهل الذكر عما عندهم من العلم [بأمور] ١ الأنبياء؛ هل هو من جنس ما جاء به محمّد، أو هو مخالفٌ له؛ ليتبيّن بأخبار أهل الكتاب المتواترة جنس ما جاءت به الأنبياء، وحينئذٍ فيعرف قطعاً أنّ محمّداً نبيّ، بل هو أحقّ بالنبوّة من غيره.

والثاني: أن يسألوهم عن خصوص محمّد، وذكره عندهم. وهذا يعرفه الخاصّة منهم، ليس هو معروفاً كالأوّل يعرفه كل كتابي؛ قال تعالى: {قلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ [وَشَهِدَ] ٢ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} ٣.

تفسير قوله تعالى: {وشهد شاهد من بني إسرائيل}

وقوله: {شَهِدَ شَاهِدٌ} : ليس المقصود شاهداً واحداً معيّناً، بل ولا [يُحتَمل] ٤ كونه واحداً. وقول من قال: [إنه] ٥ عبد الله بن سلام٦ ليس بشيء٧؛ فإنّ هذه نزلت بمكة قبل أن يعرف ابن سلام٨، ولكنّ المقصود


١ في ((م)) ، و ((ط)) : من أمور.
٢ في ((خ)) : شاهد.
٣ سورة الأحقاف، الآية ١٠.
٤ في ((خ)) : يحمل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) .
٦ هو عبد الله بن سلام بن الحارث؛ الإمام الحبر، المشهود له بالجنّة. أبو الحارث الإسرائيليّ، حليف الأنصار. من خواصّ أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم. أسلم وقت هجرة النبيّ صلى الله عليه وسلم وقدومه المدينة. توفي بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. انظر: سير أعلام النبلاء ٢/٤١٣.
٧ القول بأنّ المقصود بهذه الآية عبد الله بن سلام: رواه البخاري في صحيحه ٣/١٣٨٧، كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. وعزاه القرطبيّ إلى ابن عباس، والحسن، وعكرمة، وقتادة، ومجاهد. انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٦/١٢٤.
٨ قال مسروق رحمه الله: واللهِ ما نزلت في عبد الله بن سلام. ما نزلت إلا بمكة، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة، ولكنّها خصومة خاصم محمد صلى الله عليه وسلم بها قومه.... فالتوراة مثل القرآن، وموسى مثل محمد صلى الله عليه وسلم. انظر: تفسير الطبري ٢٧/٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>