للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنس الشاهد١؛ كما [تقول] ٢ قام الدليل. وهو الشاهد الذي يجب تصديقه سواء كان واحداً قد يقترن بخبره ما يدلّ على صدقه، أو كان عدداً يحصل بخبرهم العلم [بما] ٣ تقول؛ فإن [خبرك] ٤ بهذا صادقٌ. وقوله: {عَلَى مِثْلِهِ} : فإنّ الشاهد من بني إسرائيل على [مثل] ٥ القرآن؛ وهو أنّ الله بعث بشراً، وأنزل عليه كتاباً أمر فيه بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهى فيه عن عبادة ما سواه، وأخبر فيه أنّه خلق هذا العالم وحده، وأمثال ذلك.

المشركون ليس معهم دليل سمعي ولا عقلي

وقد ذَكَرَ في أول هذه السورة٦ التوحيد، وبيّن أنّ المشركين ليس معهم على الشرك لا دليل عقليّ، ولا سمعيّ؛ فقال تعالى: { [مَا خَلَقْنَا] ٧ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمَّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ في السَّمَوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَمَنْ أَضَلّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُوْنِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ


١ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وهذا الشاهد اسم جنس يعمّ عبد الله بن سلام رضي الله عنه وغيره". انظر: تفسير القرآن العظيم ٤/١٥٦.
٢ في ((خ)) : يقول. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((خ)) : كما. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ في ((خ)) : أخبرك. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٦ سورة الأحقاف.
٧ في ((خ)) ، و ((م)) ، و ((ط)) : ما خلق الله. وهو خطأ، والصواب ما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>