للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرط المعجزة عند الأشاعرة

وأيضاً: فقالوا في شرطها: أن لا يقدر عليها إلا الله، لا [تكون] ١ مقدورة للملائكة، ولا للجنّ، ولا للإنس؛ بأن يكون جنسها ممّا لا يقدر عليه إلا الله٢؛ كإحياء الموتى، وقلب العصا حية.

وإذا كانت من أفعال العباد لكنها خارقة للعادة؛ مثل حمل الجبال، والقفز من المشرق إلى المغرب، والكلام المخلوق الذي يقدر على مثله البشر، ففيه لهم قولان:

أحدهما: أنّ ذلك يصح أن يكون معجزة.

والثاني: أن المعجزة إنّما هي إقدار المخلوق على ذلك؛ بأن [يخلق] ٣ فيه قدرة [خارجة] ٤ عن قدرته المعتادة٥.

مناقشة الباقلاني في تعريف المعجزة

وهذا اختيار القاضي أبي بكر٦، ومن اتبعه؛ كالقاضي [أبي يعلى] ٧.


١ في ((خ)) : يكون. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ انظر: البيان للباقلاني ص ٨، ١٩، ٥٧.
٣ في ((خ)) : خلق. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ في ((خ)) : خارقة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ وقال عبد القاهر البغدادي - من الأشاعرة -: "قال أصحابنا: أكثر المعجزات من أفعال الله تعالى لا يقدر على جنسها غيره؛ كإحياء الأموات، وإبراء الأكمه، والأبرص، وقلب العصا حية، وفلق البحر، وإمساك الماء في الهواء، وتشقق القمر، وإنطاق الحصى، وإخراج الماء من بين الأصابع، ونحو ذلك. ومنها ما هو خلق لله اختراعاً وكسباً لصاحب المعجزة؛ كإقداره إنساناً على الطفر إلى السماء، وعلى قطع المسافة البعيدة في الساعة القصيرة، وعلى إطلاق لسان الأعجمي بالعربية، ونحو ذلك، مما لم يجر العادة به". أصول الدين للبغدادي ص ١٧٦-١٧٧. وانظر: شرح المقاصد للتفتازاني ٥/١٧. والإرشاد للجويني ص ٣٠٨-٣٠٩.
٦ الباقلاني. انظر: كتابه البيان ص ١٤-١٥، ٢٠، ٢٣، ٣٤.
٧ ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>