للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء، إلا الثقلين١٢.

وإن استدلّ على ذلك بغير الآيات والأدلة التي دعا بها النّاس، فهو مع كونه مبتدعاً٣، لا بُدّ أن يُخطئ ويُضلّ.

فإن ظنّ الظانّ أنّه بأدلة٤ وبراهين خارجة عمّا جاء به تدلّ٥ على ما جاء به، فهو٦ من جنس ظنّه أنّه يأتي بعبادات غير ما شرعه تُوصل إلى مقصوده٧.


(١) الثقلان: الجنّ والإنس. القاموس المحيط للفيروزآبادي ص ١٢٥٦ (ث ق ل) .
(٢) معنى حديث طويل أخرجه البخاري في صحيحه ١/٤٦١، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، ومسلم في صحيحه ٤/٢٢٠٠-٢٢٠١، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوّذ منه. كلاهما أخرجاه بألفاظ مقاربة لما ذكره المؤلف.
(٣) الابتداع: هو شرع ما لم يأذن الله به، ولم يكن عليه أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه. وهي ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "كل عمل ليس عليه أمرنا.. " الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ٦/٢٦٧٥، كتاب الاعتصام، باب: وكذلك جعلناكم أمة وسطا. ومسلم في صحيحه ٣/١٣٤٣، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة وردّ محدثات الأمور. وانظر: معارج القبول للحكمي٣/١٢٢٨) .
وعرّف الشاطبي البدعة بقوله: "عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تُضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله سبحانه". الاعتصام ١/٣٧.
والمبتدع: هو الذي وقعت منه البدعة. وهو نوعان: مبتدع اعتقاديّ، ومبتدع عمليّ. والمبتدع المقصود هاهنا هو صاحب البدعة الاعتقادية: الذي يعتقد خلاف ما عليه النبيّ عليه السلام؛ سواء صاحب الاعتقاد عمل، أم لم يُصاحب.. وانظر: الاستقامة لابن تيمية ١/٥.
(٤) كذا في ((خ)) ، و ((م)) ، ولعلّ المراد: أنّه أتى بأدلة
(١) في ((خ)) يدلّ، وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
(٢) ليست في ((خ)) . وهي في ((م)) ، و ((ط)) .
(٣) قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وكلّ من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسنة رسوله، فقد دعا إلى بدعة وضلالة، والإنسان في نظره مع نفسه ومناظرته لغيره إذا اعتصم بالكتاب والسنة هداه الله إلى صراطه المستقيم؛ فإنّ الشريعة مثل سفينة نوح عليه السلام، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق". درء تعارض العقل والنقل ١/٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>