للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وهذا الظنّ وقع فيه طوائف من النظّار الغالطين١، أصحاب الاستدلال والاعتبار والنظر؛ كما وقع في الظنّ الأول طوائف من العبّاد الغالطين٢، أصحاب الإرادة والمحبّة والزهد"٣.

وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم الجمعة: "خيرُ الكلامِ كلامُ اللهِ، وخيرُ الهَدْيِ هديُ محمّد، وشرُّ الأمورِ مُحْدَثاتُها، وكلُّ بدعةٍ ضلالة"٤ يتناول هذا وهذا.

وقد أرى الله تعالى عبادَه الآيات في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى تبيّن٥ لهم أنّ ما٦ قاله فهو حقّ؛ فإنّ أرباب العبادة، والمحبّة، والإرادة، والزهد الذين سلكوا غير ما أُمروا به، ضلّوا كما ضلّت النصارى. ومبتدعة

(٤) مثل المتكلمين.

(٥) مثل المتصوّفة.

(٦) العبارة في ((خ)) وردت هكذا: "وهذا الظنّ وقع فيه طوائف من العبّاد الغالطين أصحاب الإرادة والمحبة والزهد؛ كما وقع في الظنّ الأول طوائف من النظّار الغالطين أصحاب الاستدلال والاعتبار والنظر".

ولعلّ الصواب ما أُثبت نقلاً عن ((م)) ، و ((ط)) ؛ لأنّ الظنّ المُراد في قوله: (وهذا الظنّ..) هو ظنّ المتكلّمين وأمثالهم ممّن أتوا ببراهين وأدلة خارجة عمّا جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.


(١) الحديث أخرجه أحمد في المسند ٣/٣١٠، ٣٧١. ومسلم في صحيحه ٢/٥٩٢، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة.. مع اختلاف في الألفاظ.
(٢) في ((خ)) : يتبيّن، وفي ((م)) ، و ((ط)) : تبيّن.
(٣) في ((خ)) : أنما، وفي ((م)) ، و ((ط)) : أنّ ما. وهو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>