للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأشعري١ نفسه أنكر على من أوجب سلوكها أيضاً في رسالته إلى أهل الثغر، مع اعتقاده صحتها٢، واختصر منها طريقة ذكرها في أول كتابه المشهور المسمّى ب ((اللّمع)) في الردّ على أهل البدع، وقد اعتنى به أصحابه حتى شرحوه شروحاً كثيرة. والقاضي أبو بكر٣ شرحه، ونقض كتاب عبد الجبار٤ الذي صنّفه في نقضه، وسمّاه ((نقض نقض اللمع)) ٥.


١ هو علي بن إسماعيل بن أبي بشر. ينتسب إلى أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكنيته أبو الحسن. ولد في البصرة سنة (٢٦٠ ?) ، وتوفي على القول الراجح سنة (٣٢٤ ?) في بغداد. وكان له ثلاثة أحوال، كان في أولاها معتزلياً، وسلك في الثانية مذهب ابن كلاب، ورجع أخيراً إلى معتقد السلف، وألّف عدة كتب في نصرة معتقدهم؛ ككتاب ((الإبانة)) ، و ((رسالة إلى أهل الثغر)) ، و ((مقالات الإسلاميين)) .
انظر: البداية والنهاية ١١/١٩٩. وشذرات الذهب ٢/٣٠٢. ومقدمة تحقيق د/عبد الله شاكر ل ((رسالة إلى أهل الثغر)) لأبي الحسن الأشعري) .
٢ وقد ذكر في رسالة إلى أهل الثغر: "أنّ الأعراض لا يصحّ الاستدلال بها إلا بعد رتب كثيرة يطول الخلاف فيها ويدقّ الكلام عليها؛ فمنها ما يحتاج إليه في الاستدلال على وجودها، والمعرفة بشبه المنكرين لها ... إلخ"؛ من طولها، وغموضها، والتناقضات التي حوتها.. لذلك رأى الأشعريّ - مع تصحيحه لطريقة الأعراض - أنّ في الطرق الشرعيّة غنية عنها. انظر: رسالة إلى أهل الثغر ص ١٨٤-١٨٥، ١٨٦-١٨٧. وانظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ١/٣٠٩.
٣ محمد بن الطيّب الباقلاني. سبقت ترجمته ص ١١٦ من هذا الكتاب.
٤ هو عبد الجبار بن أحمد الهمداني، شيخ المعتزلة. توفي سنة ٤١٥?. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ١٧/٢٤٤-٢٤٥. ولسان الميزان لابن حجر ٣/٣٨٦-٣٨٧.
٥ في ((خ)) : (نقض النقض للمع) . وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>