للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الطريقة أصل ضلال هؤلاء؛ فإنّهم أنكروا المعلوم بالحسّ، والمشاهدة، والضرورة العقليّة؛ من حدوث المحدثات المشهود حدوثها، وادّعوا أنه إنما يُشهد١ حدوث أعراض لا حدوث أعيان، مع تنازعهم في الأعراض. ثمّ قالوا: والأجسام لا تخلو من الأعراض - وهذا صحيح، ثمّ قالوا: والأعراض حادثة. فاضطربوا هنا. ثمّ قالوا: وما لم يخل من الحوادث فهو حادث. وهذا أصل دينهم، وهو أصل فاسد مخالف للسمع والعقل، كما قد بُسط في غير هذا الموضع٢.

والمتفلسفة أشدّ مخالفة للعقل والسمع منهم، لكنهم عرفوا فساد طريقتهم هذه العقليّة، فاستطالوا عليهم بذلك، وسلكوا ما هو أفسد منها كطريقة الإمكان والوجوب٣؛ كما قد بُسط في موضع آخر٤؛

فلبّسوا هذا الباطل بالحقّ الذي جاء به الرسول؛ وهو الاستدلال بحدوث الإنسان وغيره


١ في ((ط)) : شُهد، وما أُثبت من ((خ)) ، و ((م)) .
٢ انظر: من كتب شيخ الإسلام: مجموع الفتاوى ٦/٣١٣، ٣٣٠. وشرح العقيدة الأصفهانية - ت مخلوف - ص ٧٠. وشرح حديث النزول ص ٧٣، وص ٤١٣-٤٢٠ - محقق -. وكتاب الصفدية ٢/١٦٣. ودرء تعارض العقل والنقل ٨/١٧٣. ورسالة في الصفات الاختيارية - ضمن جامع الرسائل ٢/٣١-٣٢ -. والفتاوى المصريّة ٦/٥٥٢-٥٥٦.
٣ تقدّم الكلام على مسلكهم - الوجوب والإمكان - قريباً ص ٣٠٧.
٤ انظر: من كتب شيخ الإسلام: شرح العقيدة الأصفهانية - ت السعوي - ص ٣٣١، ٤٤٢-٤٤٣. وشرح حديث النزول - محقق - ص ٤٢٠، ٤٢٢، ٤٢٨، ٤٣٦، ٤٣٨. والفرقان بين الحق والباطل ص ١٠٢. ومنهاج السنة النبوية ١/٣٠٣-٣٠٤، ٣٥٢-٣٥٩، و٣/٣٦١-٣٦٢. ودرء تعارض العقل والنقل ٣/٣٣٦-٣٤٢، ٧/٢٤٢، ٣٤٥-٣٥٢، ٨/٩٧، ٩/٦٨، ٣٧٩، و١٠/٣١٦-٣١٧. ومجموع الفتاوى ١٢/٥٩٠، ١٣/١٥٧. ونقض تأسيس الجهميّة ١/٢٢٣، ومجموع الرسائل الكبرى ١/٣٢٩-٣٣٠، ولابن القيم رحمه: مختصر الصواعق المرسلة ١/١٩٧-١٩٩، ومفتاح دار السعادة ١/١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>