للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا١ عبد الرزاق٢، عن الثوري٣، عن مسلم٤، عن مجاهد، عن ابن عبّاس: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً} ، قال: محبّةً٥.

وهذا فيه إثبات حبّه لهم، بعد أعمالهم؛ بقوله: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً} ، وهو نظير قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ} ٦؛ فهو يُحبُّهم إذا اتّبعوا الرسول. ونظير قوله في الحديث الصحيح: "ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها"٧.


١ القائل عبد بن حميد.
٢ هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم الصنعاني. ولد سنة ١٢٦، وتوفي سنة ٢١١?. انظر: الجرح والتعديل ٦٣٩. وميزان الاعتدال ٢٦٠٩. وتهذيب التهذيب ٦٣١١.
٣ هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي. الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث. ولد سنة ٩٧?، وتوفي سنة ١٦١?. انظر: الجرح والتعديل ٤٢٢٢. وتاريخ بغداد ٩١٥١. وتهذيب التهذيب ٤١١١.
٤ هو مسلم بن عمران، أو ابن أبي عمران البطين الكوفي.
انظر: الجرح والتعديل ٨١٩١. وتهذيب التهذيب ١٠١٣٤.
٥ تفسير القرآن للإمام عبد الرزاق - تحقيق مصطفى مسلم - ٢١٤. وانظر: تفسير الطبري ١١٣٢. والدر المنثور ٤٢٨٧.
٦ سورة آل عمران، الآية ٣١.
٧ أخرجه البخاري في صحيحه ٥٢٣٨٤-٢٣٨٥، كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بُعثت أنا والساعة كهاتين". وأحمد في مسنده ٦٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>