للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإحسان عندهم ليس فعلاً قائماً به، بل بائناً عنه١.

والكتاب، والسنّة، وأقوال السلف والأئمة، والأدلة العقليّة إنّما تدلّ على القول الأوّل٢، كما قد بُسط في غير هذا الموضع٣؛ إذ المقصود هنا [ذِكرُ اسمه (الودود) ، والأكثرون على ما ذكره] ٤ ابن الأنباري٥، وأنّه فعولٌ بمعنى فاعل؛ أي هو الوادُّ، كما قرنه بالغفور؛ وهو الذي يغفر، وبالرحيم؛ وهو الذي يرحم.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي٦، ثنا عيسى بن جعفر؛ قاضي الريّ٧، ثنا سفيان في قوله: {إَنَّ رَبِّيْ رَحِيْمٌ وَدُوْدٌ} ٨، قال: مُحِبّ. وقال٩:


١ انظر: الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز للعز بن عبد السلام ص ١٤٤- ١٤٥ والجامع لأحكام القرآن للقرطبي١١٥٠. وانظر: جامع الرسائل ٢٢٣٧.
٢ القول الأوّل: هو تفسير الودود بأنّه المُحِبّ لعباده. وليس المراد به القول الأول من أقوال المؤوّلة لصفة المحبّة - والذي تقدّم آنفاً -.
٣ انظر: من كتب شيخ الإسلام: قاعدة في المحبّة - ضمن جامع الرسائل ٢١٩٣-٤٠١. ومجموع الفتاوى ٨٣٣٧، ٣٧٠. ودرء تعارض العقل والنقل ٦٦٢-٦٥.
٤ ما بين المعقوفتين ساقط من ((ط)) . وهي في ((خ)) ، و ((م)) .
٥ انظر: زاد المسير لابن الجوزي ٤١٥٢.
٦ هو محمد بن إدريس بن المنذر بن داود، أبو حاتم الرازي الحنظلي. الإمام الحافظ شيخ المحدثين.
انظر: الجرح والتعديل ١٣٤٩-٣٧٥. وسير أعلام النبلاء ١٣٢٤٧. وشذرات الذهب ٢١٧١.
٧ انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ٦٢٧٣.
٨ سورة هود، الآية ٩٠.
٩ أي ابن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>