للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرزقه بفضله، ورحمته، وجوده. فالتوكّل [عليه] ١ يتضمّن الطمأنينة إليه، والاكتفاء به عمّا سواه.

وكذلك قال في الآية الأخرى: {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاْحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوْا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِيْنَ الَّذِيْنَ إِذَاْ ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُمْ وَالصَّاْبِرِيْنَ عَلَى مَاْ أَصَاْبَهُمْ وَالْمُقِيْمِيْ الصَّلاةِ وَمِمَّاْ رَزَقْنَاْهُمْ يُنْفِقُوْنَ} ٢، فهم مُخبتون. والمُخبت: المطمئنّ الخاضع لله. والأرض [الخبت] ٣: [المطمئنّة] ٤.

روى ابن أبي حاتم من حديث ابن مهدي، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِيْنَ} ، قال: المطمئنّين٥. وعن الضحّاك: المتواضعين٦؛ فوصفهم بالطمأنينة مع الوجل، كما وصفهم هناك بالتوكّل عليه مع الوجل، وكما قال في وصف القرآن: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُوْدُ الَّذِيْنَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِيْنُ جُلُوْدُهُمْ وَقُلُوْبُهُمْ إِلَىْ ذِكْرِ اللهِ} ٧. فذكر أنّه بعد الاقشعرار تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله؛ فذكره بالذات يوجب الطمأنينة، وإنّما الاقشعرار والوجل عارضٌ بسبب ما في نفس الإنسان من التقصير في حقّه، والتعدّي لحدّه؛ فهو كالزبد مع ما ينفع النّاس: الزبد يذهب جفاء، وما ينفع النّاس يمكث في الأرض.


١ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٢ سورة الحج، الآيتان ٣٤-٣٥.
٣ ما بين المعقوفتين ليس في ((ط)) ، وهو في ((خ)) ، و ((م)) .
٤ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، و ((م)) ، وهو في ((ط)) .
٥ تفسير مجاهد ص ٤٢٥، وفيه عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِيْنَ} ، قال: المطمئنّين. وكذلك تفسير الطبري ٩١٥١.
٦ رواه الطبري في تفسيره عن قتادة. انظر: تفسيره ٩١٥١.
٧ سورة الزمر، الآية ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>