للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنّ لها صفات تقتضي ذلك، قالوا بما قاله جمهور العقلاء من المسلمين وغيرهم.

قال أبو الخطاب١: "هذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين٢، لكن تناقضوا، فلم يُثبتوا لازم ذلك، فتسلّط عليهم النفاة. والنفاة لمّا نفوا الحسن والقبح في نفس الأمر٣، قالوا٤: لا فرق في ما يخلقه الله، [وبما يأمر] ٥ به بين فعل وفعل، وليس في نفس الأمر حسن، ولا قبيح، ولا صفات توجب ذلك. واستثنوا ما يوجب اللذة والألم، لكن اعتقدوا ما اعتقدته المعتزلة أنّ هذا لا يجوز إثباته في حق الربّ. وأما في حق العبد: فظنّوا أنّ الأفعال لا [تقتضي] ٦ إلا لذة وألماً في الدنيا. وأمّا كونها مشتملة


١ أبو الخطاب هو محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذاني البغدادي، أحد أعيان المذهب الحنبلي. ولد سنة ٤٣٢?. وتفقه على القاضي أبي يعلى، وسمع الكثير، ودرّس، وأفتى، وناظر، وصنّف في الأصول والفروع. توفي في بغداد سنة ٥١٠ ?. قال السلفي: "هو ثقة رضيّ من أئمة أصحاب أحمد".
انظر: البداية والنهاية ١٢١٨٠. والذيل على طبقات الحنابلة ١١١٦-١٢٧. والأعلام للزركلي ٥٢٩١. وسير أعلام النبلاء ١٩٣٤٩.
٢ انظر: التمهيد في أصول الفقه لأبي الخطاب ٤٢٩٤.
وقد نقل شيخ الإسلام رحمه الله هذا النص عن أبي الخطاب في كتابه الجواب الصحيح ٢٣٠٩.
٣ وهم الأشاعرة، نفاة الحسن والقبح العقليّين، والحكمة والمحبة.
ولأبي الخطاب كتاب مطبوع اسمه التمهيد في أصول الفقه، يقع في أربع مجلدات، من مطبوعات المجلس العلمي في جامعة أم القرى.
٤ المقصود بهم الأشاعرة. وهذه حجتهم. وانظر: ص ٥٤٧-٥٥٢. وانظر: شرح الأصفهانية ٢٦١٦-٦٢٠.
٥ في ((م)) ، و ((ط)) : وما يأمره.
٦ في ((خ)) : يقتضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>