للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستدلوا على ذلك بأنّ الساعة تُخرق عندها خوارق، ولا تدلّ على صدق أحدٍ. ولو ادّعى [مدّعٍ] ١ النبوّة مع تلك الخوارق لدلّت٢. قالوا: فعُلم أنّ جنس ما هو معجز يوجد بدون صدق النبي. لكن مع دعوى النبوة لا يوجد إلا مع الصدق٣.

والآية عندهم: الدعوى، والخارق. والصدق هو: المدلول عليه فلا يكون ذلك كذلك إلا مع هذا٤.

وأما وجود الخارق مجرّداً عن الدعوى، فليس بدليل. ولا فرق عندهم بين خارق وخارق، وخارق معتاد عند قوم دون قوم. وليس لهم ضابط في العادات.

ما يفعله الله من الآيات دليل على صدق الرسل..

ولسائل أن يقول: جميع ما يفعله الله من الآيات في العالم، فهو دليل على صدق الأنبياء، ومستلزم له. وإن كانت [الآيات] ٥ معتادة لجنس الأنبياء، أو لجنس الصالحين [الذين] ٦ يتبعون الأنبياء، فهي مستلزمةٌ لصدق مدّعي النبوة؛ فإنها إذا لم تكن إلا لنبيّ، أو من يتّبعه، لزم أن يكون من أحد القِسْمَيْن. والكاذب في دعوى النبوة ليس واحداً منهما؛ فالتابع للأنبياء الصالح لا يكذب في دعوى النبوة قط، ولا يدّعيها إلا وهو صادق؛ كالأنبياء المتبعين لشرع موسى. فإذا كان آية نبيّ: إحياء الله الموتى، لم


١ في ((م)) ، و ((ط)) : مدعي.
٢ أي على صدقه.
٣ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٤-٩٥. والإرشاد للجويني ص ٣٢٨.
٤ أي لا تكون الدعوى صادقة إلا مع وجود الخارق.
٥ في ((خ)) : الأنبياء. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ في ((خ)) : الذي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>