للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إهلاك أعداء الرسل دليل على صدقهم

وكذلك ما يفعله الله من الآيات، والعقوبات بمكذّبي الرسل؛ كتغريق فرعون١، وإهلاك قوم عاد بالريح الصرصر٢ العاتية٣، وإهلاك قوم صالح بالصيحة٤، وأمثال ذلك٥؛ فإنّ هذا جنس لم يُعذّب به إلاّ من كذّب الرسل. فهو دليلٌ على صدق الرسل.

وقد يميت الله بعض الناس بأنواع معتادة من البأس؛ كالطواعين٦، ونحوها. لكن هذا معتاد لغير مكذبي الرسل. أمّا ما عذب الله به مكذّبي الرسل، فمختصٌ بهم.


١ والآيات على ذلك كثيرة؛ منها قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} [الأنفال، الآية ٥٤] .
٢ الريح الصرصر: هي الريح الباردة المحرقة كما تحرق النار، ولها صوت شديد. (انظر البحر المحيط ٧/٤٨١، ٤٩٠) .
٣ والآيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وأمّا عادٌ فأُهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية} . [الحاقة، الآية ٦] .
٤ والآيات كثيرة، منها قوله تعالى يحكي عن قوم صالح عليه السلام: {وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} . [هود، الآية ٩٤] .
٥ انظر سورة العنكبوت، الآيات ٣٠-٤٠؛ حيث أخبر الله تعالى فيها عن عقابه لمن كذبوا رسله؛ فقد عذّب الله قوم شعيب بالظلّة، وقوم لوط بالحاصب، وقوم نوح بالغرق.
٦ الطاعون: مرض من أنواع الحمى الخبيثة، سريع العدوى، يتولد من الجراثيم المضرّة المتسببة من البقايا الحيوانية المتعفنة. انظر: دائرة معارف القرن العشرين لوجدي ٥/٧٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>