للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثقيلة؛ كما قال العفريت١ لسليمان: {أَنَا آتِيْكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} ٢.

جنس مقدور الجن

وهذا الجنس يكون لمن هو دون الإنس والجنّ من الحيوان؛ كالطيور، والحيتان. والإنس يقدر على جنسه، ولهذا لم يكن هذا الجنس آية لنبيّ لوجوده لغير الأنبياء. فكثيرٌ من الناس تحمله الجنّ، بل شياطين الجنّ، وتطير به في الهواء، وتذهب به إلى مكان بعيد؛ كما كان العفريت يحمل عرش بلقيس من اليمن، إلى مكان بعيد.

خوارق أولياء الشيطان

ونحن نعرف من هؤلاء عدداً كثيراً، وليسوا صالحين، بل فيهم كفّارٌ، ومنافقون، وفُسّاق، وجُهّال، لا يعرفون الشريعة٣، والشياطين تحملهم، وتطير بهم من مكان إلى مكان، وتحملهم إلى عرفات؛ فيشهدون عرفات من غير إحرام، ولا تلبية، ولا طواف بالبيت. وهذا الفعل حرام. والجُهّال يحسبون أنّه من كرامات الصالحين، فتفعله الجن بمن يحب ذلك مكراً به، وخديعةً، أو خدمةً لمن يستخدمهم من هؤلاء الجهّال بالشريعة، وإن كان له زهد وعبادة. وكذلك الجنّ كثيراً ما يأتون الناس بما يأخذونه من أموال الناس؛ من طعام، وشراب، ونفقة، وماء، وغير ذلك؛ وهو من جنس ما يسرقه الإنسي ويأتي به إلى الإنسي، لكنّ الجنّ تأتي بالطعام والشراب في مكان العدم.


١ العفريت من الجنّ: القوي المارد. انظر: تفسير القرطبي ١٣/١٣٥.
٢ سورة النمل، الآية ٣٩.
٣ ذكر شيخ الإسلام رحمه الله بعض القصص والوقائع عن أحوال مدّعي الولاية.
انظر: الجواب الصحيح ٢/٣١٨-٣٢٧، ٣٣١-٣٣٢، ٣٣٨-٣٤٣،، ٣/٣٤٧-٣٥١. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ١٦٨، ١٦٩، ١٧٥، ٣٢٦-٣٣١، ٣٣٨، ٣٤١، ٣٥١-٣٥٦، ٣٦٥-٣٦٩. وجامع الرسائل ١/١٩٢-١٩٦. ومجموع الفتاوى ١٧/٤٥٦-٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>