للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آيات الأنبياء لا يقدر على مثلها الجن والإنس

ولهذا لم يكن مثل هذا آية لنبيّ، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده في الماء، فينبع الماء من بين أصابعه١. وهذا لا يقدر عليه؛ لا إنس، ولا جنّ. وكذلك الطعام القليل يصير كثيراً٢، وهذا لا يقدر عليه؛ لا الجنّ، ولا الإنس. ولم يأت [النبيّ] ٣ [صلى الله عليه وسلم] ٤ قطّ بطعامٍ من الغيب، ولا شرابٍ٥، وإنما كان هذا قد يحصل لبعض أصحابه؛ كما أتى خبيب بن عدي٦ وهو أسير بمكة بقطف من عنب٧. وهذا الجنس ليس من خصائص الأنبياء. ومريم عليها السلام لم تكن نبيّة، وكانت تؤتى [بطعام٨. فإنّ هذا قد يكون


١ سبقت الإشارة إلى ذلك ص ١٦٥.
٢ سبقت الإشارة إلى ذلك ص ١٦٥، ٦٠١-٦٠٣.
٣ ما بين المعقوفتين كتب في ((خ)) مرتين.
٤ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٥ ولشيخ الإسلام رحمه الله زيادة إيضاح لهذا الموضوع. انظر: الجواب الصحيح ٦/٤٠٣-٤٠٤.
٦ خبيب بن عدي بن مالك بن عامر الأوسيّ الأنصاري. شهد بدراً، واستشهد في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم حين أخذه المشركون أسيراً في مكة، فقتله بنو الحارث. وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر في بدر. وقصة أسره وقتله في الصحيحين عن أبي هريرة. وفيه أنه عند مقتله صلى ركعتين. انظر: صحيح البخاري ٤ /١٤٩٩، كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع. ومسند الإمام أحمد ٢/٣١٠، ٤/١٣٩، ٥/٢٨٧.
وقال أبياتاً، منها:
ولست أُبالي حين أُقتل مسلماً على أيّ جنبٍ كان في الله مصرعي
انظر: أسد الغابة لابن الأثير ٢/١٠٣. والإصابة لابن حجر ٢/٢٦٢.
٧ انظر: صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب هل يستأسر الرجل. رقم الحديث ٢٨٨٠.
٨ قال تعالى يحكي عن مريم عليها السلام: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} . [سورة آل عمران، الآية ٣٧] .

<<  <  ج: ص:  >  >>