للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضاً: فالاستدلال بالإجماع إنّما يكون [بعد] ١ ثبوت النبوة، فلا يحتجّ على مقدّمات دليل النبوة بمجرد الإجماع.

سبب عدم ظهور المعجزات على يد الكاذب عند الأشاعرة

وهؤلاء إنما أوقعهم في هذه المناقضات أنّ القدرية٢ يجعلون لربّهم شريعة بالقياس على خلقه، ويقولون: لا يجوز أن يفعل كذا، ولا أن يفعل كذا؛ كقولهم: لا يجوز أن يضلّ هذا، فإنّا لو جوّزنا عليه الإضلال لجاز أن يظهر المعجزات على أيدي الكذابين؛ فإنّ غاية ذلك أنّه إضلال. وإذا جاز ذلك لم يبق دليلٌ على صدق الأنبياء، ولم يفرّق بين الصادق والكاذب. فعارضهم هؤلاء٣ بأن قالوا: يجوز أن يفعل كلّ ممكن مقدور، ليس يجب أن ينزّه عن فعلٍ من الأفعال، وليس في الممكنات ما هو قبيح، أو ظلم، أو سيئ، بل كلّ ذلك حسنٌ وعدل، فله أن يفعله. فقيل لهم: فجوّزوا إظهار المعجزات على [أيدي] ٤ الكذابين. ففتقوا لهم فتقا، فقالوا٥: هذا يلزم


١ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٢ المقصود بهم المعتزلة.
وانظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص ١٣٣، ٥٦٤. والمختصر في أصول الدين له ص ٢٣٧ ـ ضمن رسائل العدل والتوحيد.
٣ أي الأشاعرة. انظر: البيان للباقلاني ص ٤٠-٤١. والتمهيد له ص ٣٨٢-٣٨٦. والإرشاد للجويني ص ٢٥٨ وما بعدها. والمواقف للإيجي ص ٣٢٨. وشرح الجوهرة للبيجوري ص ١٠٨.
٤ في ((خ)) : يدي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ أي الأشاعرة.
انظر من كتب أئمتهم: البيان للباقلاني ص ٤٥-٤٨. والإرشاد للجويني ص ٣٢٧- ٣٢٨. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٠، ١٧٣. والمواقف للإيجي ص ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>