للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي١ أنّ معاوية قال: لابن عباس: أنتَ على ملة علي، أم عثمان؟ قال: لا على ملة علي، ولا عثمان، أنا على ملّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اتفاق شيعة علي وشيعة عثمان على تقديم الشيخين

وكان كل من الشيعيتن يذمّ الآخر بما برأه الله منه؛ فكان بعض شيعة عثمان يتكلمون في عليّ بالباطل، وبعض شيعة عليّ يتكلمون في عثمان بالباطل. والشيعتان مع سائر الأمة متفقة على تقديم أبي بكر وعمر.

قيل لشريك بن عبد الله القاضي٢: أنت من شيعة علي، وأنت تفضّل أبا بكر وعمر؟! فقال: كلّ شيعة علي على هذا؛ هو يقول على أعواد هذا المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر. أفكنّا نكذّبه! والله ما كان كذّاباً٣.

وقد روى البخاري في صحيحه٤ من حديث محمد بن الحنفية، أنّه قال له٥: يا أبت من خير الناس بعد رسول الله؟ فقال: يا بني أوما تعرف؟


١ انظر: حلية الأولياء ١٣٢٩. وسير أعلام النبلاء ٣٣٤٢.
٢ هو شريك بن عبد الله بن أبي نمر المدني المحدّث. مات قبل الأربعين ومائة.
انظر: سير أعلام النبلاء ٦١٥٩. وتهذيب التهذيب ٤٣٣٧.
٣ انظر: منهاج السنة ١١٣-١٤؛ حيث ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أنه نقل قول شريك عن عبد الجبار المعتزلي في كتابه تثبيت النبوة. انظر: تثبيت النبوة لعبد الجبار ١٥٤٩.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد روي عن علي من نحو ثمانين وجهاً وأكثر أنه قال على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر". مجموع الفتاوى ٤٤٠٧.
٤ صحيح البخاري ٣١٣٤٢، كتاب فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لو كنتُ متخذاً خليلاً.. ".
٥ أي لعلي رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>