للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجهمية ليسوا من الثنتين وسبعين فرقة

ولهذا تنازع من بعدهم من أصحاب أحمد، وغيرهم: هل هم من الثنتين وسبعين؟ على قولين؛ ذكرهما عن أصحاب أحمد: أبو عبد الله بن حامد١ في كتابه في الأصول٢.

الجهمية ينفون الأسماء والصفات

والتحقيق: أنّ التجهّم المحض؛ وهو نفي الأسماء والصفات؛ كما يُحكى عن جهم، والغالية من الملاحدة، ونحوهم ممّن نفى أسماء الله الحسنى كفرٌ، بيِّنٌ، مخالفٌ لما علم بالإضطرار من دين الرسول٣.

المعتزلة ينفون الصفات

وأما نفي الصفات، مع إثبات الأسماء؛ كقول المعتزلة٤: فهو دون [هذا] ٥. لكنّه عظيمٌ أيضاً.


١ هو أبو عبد الله الحسن بن حامد بن علي بن مروان البغدادي. قال عنه ابن أبي يعلى: إمام الحنبلية في زمانه، ومدرسهم، ومفتيهم. له المصنفات في العلوم المختلفات، له الجامع في المذهب نحو من أربعمائة جزء، وله شرح الخرقي، وشرح أصول الدين، وأصول الفقه. توفي سنة ٤٠٣.
انظر: طبقات الحنابلة ٢١٧١-١٧٧. والبداية والنهاية ١١٣٤٩.
٢ لم أقف على هذا الكتاب. وشيخ الإسلام ينقل عنه كثيراً، ويسميه أصول الدين. انظر: درء تعارض العقل والنقل ٢٧٥. ومجموع الفتاوى ٦١٦٢، ١٦٣) .
٣ انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص٢١١. ومنهاج السنة النبوية ١٣٠٩-٣١٢. والبداية والنهاية ٩٣٦٤. والخطط للمقريزي ٢٣٤٩.
وقد تكلم الشيخ رحمه الله عن تنازع الناس في الجهمية: هل هم من الثنتين والسبعين فرقة، أم لا؟. وقد سبق ذكر هذا النص ص ٤٩٧.
انظر: شرح الأصفهانية ٢٢٣٩-٢٤٠. ومجموع الفتاوى ٣٣٥٠، ٣٥٤.
٤ انظر: الفرق بين الفرق ص ٢٠، ١١٤. والملل والنحل ١٤٣. والخطط للمقريزي ٢٣٤٥. والبرهان في عقائد أهل الأديان ص ٤٩.
٥ في ((ط)) : ذها.

<<  <  ج: ص:  >  >>