للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الجهمية والمرجئة في الإيمان

وقالت الجهمية والمرجئة١: بل الأعمال ليست من الإيمان، لكنّه شيئان، أو ثلاثة يتفق فيها جميع الناس: التصديق بالقلب، والقول باللسان، أو المحبة، والخضوع مع ذلك.

وقالت الجهمية والأشعرية والكرامية٢: بل ليس إلا شيئاً واحداً يتماثل فيه الناس.

أصل غلط أهل البدع في الإيمان ظنهم أن الناس يتماثلون فيه

وهؤلاء الطوائف أصل غلطهم٣: ظنّهم أن الإيمان يتماثل فيه الناس، وأنّه إذا ذهب بعضه، ذهب كلّه. وكلا الأمرين غلطٌ؛ فإن الناس لا يتماثلون؛ لا فيما وجب منه، ولا فيما يقع منهم، بل الإيمان الذي وجب على بعض الناس قد لا يكون مثل الذي يجب على غيره؛ كما كان [الإيمان بمكة لم يكن الواجب منه كالواجب بالمدينة، ولا كان في آخر الأمر كما كان] ٤ في أوله.

ولا يجب على أهل الضعف والعجز من الإيمان، ما يجب على أهل القوة والقدرة في العقول والأبدان٥.

بل أهل العلم بالقرآن، والسنّة، ومعاني ذلك يجب عليهم من تفصيل الإيمان ما لا يجب على من لم يعرف ما عرفوا. وأهل الجهاد يجب عليهم من الإيمان في تفصيل الجهاد ما لا يجب على غيرهم. وكذلك ولاة الأمر،


١ انظر: مجموع الفتاوى ٧١٤١، ١٤٣، ١٥٤، ٥٠٨، ٥٠٩. وشرح الأصفهانية - ت السعوي - ٢٥٧٤-٥٧٥.
٢ انظر: مجموع الفتاوى ٧٥٠٨-٥٠٩، ٥٨٢.
٣ وقد استوفى الشيخ رحمه الله الردّ عليهم، وتبيين غلطهم. انظر: مجموع الفتاوى ٧٥١١-٥١٣.
٤ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٥ انظر: مجموع الفتاوى ٧٥١٩. وشرح الأصفهانية - ت السعوي - ٢٥٧٧-٥٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>