للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الكرامية في الإيمان لم يسبقوا إليه

وأمّا الكرامية: فلهم في الإيمان قولٌ ما سبقهم إليه أحدٌ؛ قالوا: هو الإقرار باللسان، وإن لم يعتقد بقلبه. وقالوا: المنافق هو مؤمن، ولكنّه مخلّدٌ في النّار. وبعض الناس [يحكي] ١ عنهم: أن المنافق في الجنّة. وهذا غلطٌ عليهم، بل هم يجعلونه مؤمناً، مع كونه مخلّداً في النّار؛ فينازَعون في الاسم، لا في الحكم.

منشأ الغلط في أقوال أهل البدع في الإيمان

وقد بسط القول٢ على منشأ الغلط؛ حيث ظنّوا [أنّ الإيمان] ٣ لا يكون إلا شيئاً متماثلاً عند جميع الناس؛ إذا ذهب بعضه، ذهب سائره.

قول الخوارج والمعتزلة في الإيمان

ثم قالت الخوارج والمعتزلة٤: وهو أداء الواجبات، واجتناب المحرمات؛ فاسم المؤمن مثل اسم البرّ، والتقي؛ وهو المستحق للثواب، فإذا ترك بعض [ذلك] ٥ زال عنه اسم الإيمان والإسلام.

ثم قالت الخوارج: ومن لم يستحق هذا ولا هذا فهو كافرٌ. وقالت المعتزلة: بل ينزل منزلة بين المنزلتين؛ فنسمّيه فاسقاً، لا مسلماً، ولا كافراً، ونقول: إنّه مخلّد في النار. وهذا هو الذي امتازت به المعتزلة، وإلا فسائر بدعهم قد قالها غيرهم؛ فهم وافقوا الخوارج في حكمه، ونازعوهم، ونازعوا غيرهم في الاسم.


١ في ((م)) ، و ((ط)) : يحكى.
٢ انظر: منهاج السنة النبوية ٣٤٦٢. ومجموع الفتاوى ٧١٤٠-١٤١، ٤٠٤، ٥٠٩، ٥١١، ٥١٤-٥١٧. وشرح الأصفهانية - ت السعوي - ٢٥٨٦-٥٨٧.
٣ ما بين المعقوفتين مكرّر في ((خ)) .
٤ انظر: مجموع الفتاوى ٧٢٢٢-٢٢٣، ٢٤٢، ٢٥٧، ٥١٠، و١٣٤٨. وشرح الأصفهانية - ت السعوي - ٢٥٧٤، ٥٨٦-٥٨٧.
٥ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>