للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كسب الأشعري

والأشعريّ يوافقه١ على أنّ العبد ليس بفاعل، ولا له قدرة مؤثرة في الفعل، ولكن يقول: هو كاسب٢.

جهم يقول بالجبر

وجهم لا يثبت له شيئاً، لكن هذا الكسب؛ يقول أكثر الناس: إنّه لا يعقل فرقٌ بين الفعل الذي نفاه، والكسب الذي أثبته. وقالوا: عجائب الكلام ثلاثة: [طفرة] ٣ النظّام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري. وأنشدوا٤:

عجائب الكلام

ممّا يُقال ولا حقيقة عنده ... معقولة تدنو إلى الأفهام

الكسب٥ عند الأشعري والحال٦ عنـ ... د [البهشمي] ٧ و [طفرة] ٨ النظام


١ أي يوافق جهماً.
٢ سبق أن أوضحت معنى الكسب ص ٥٥٨-٥٥٩.
٣ في ((خ)) : ظفرة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ انظر: منهاج السنة ١٤٥٩، ٢٢٩٧. وشرح الأصفهانية - ت السعوي - ١١٤٩-١٥٠. ودرء تعارض العقل والنقل ٣٤٤٤، ٨٣٢٠. وكتاب الصفدية ١١٥١-١٥٤.
٥ سبق التعريف بالكسب: ص ٤٦١-٤٦٢.
٦ الحال في اللغة: نهاية الماضي، وبداية المستقبل. التعريفات للجرجاني ص ١١٠.
والأحوال عند من يثبتها: لا موجودة، ولا معدومة، ولا هي أشياء، ولا هي مخلوقة، ولا غير مخلوقة.
واشتهر بها أبو هاشم بن الجبائي، وأتباعه البهشمية.
انظر: الإرشاد للجويني ص ٨٠. والفرق بين الفرق ص ١٨٤، ١٩٥-١٩٦. والفصل في الملل والأهواء والنحل ٥٤٩. ونهاية الإقدام ص ١٣١-١٣٢.
٧ في ((خ)) : النهشمي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٨ في ((خ)) : ظفرة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
والطفرة اشتهر بها النظام من المعتزلة. ومعناها عنده: أنّ الجسم قد يكون في مكان، ثم يصير منه إلى المكان الثالث، أو العاشر من غير مرور بالأمكنة المتوسطة بينه وبين العاشر، ومن غير أن يصير معدوماً في الأول، ومعاداً في العاشر.
انظر: مقالات الإسلاميين ٢١٩. والفرق بين الفرق ص ١٤٠. والفصل لابن حزم ٥٦٤-٦٥. والملل والنحل للشهرستاني ١٧٠-٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>