للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دلّ بها على أنّه عاقبهم بذنوبهم، وتكذيبهم للرسل، وأنّ ما فعلوه من الذنوب مما يُنهى عنه، ويُعاقب فاعله بمثل تلك العقوبة.

فهذه خرق عادات لإهانة قوم وعقوبتهم لما فعلوه من الذنوب [تجري] ١ مجرى قوله: عاقبتهم لأنّهم كذبوا رسولي وعصوه.

ولهذا يقول سبحانه كلّما قصّ قصة من كذّب رسله، وعقوبته إياهم؛ يقول: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُر وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ للذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر} ٢؛ كما يقول في موضع آخر: {إِنَّ في ذَلكَ لآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} ٣، و {إِنَّ في ذَلك لآيَة وَمَا كَان أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} ٤، و {تَرَكْنَا فِيهَا آيَة للَّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الألِيم} ٥.

وإذا كانت تلك العلامات مما جرت عادته أنه يفعلها مع من أرسله، ويُهلك بها من كذّب رسله، كانت أبلغ في الدلالة، وكانت معتادة في هذا النوع.


١ في ((خ)) : يجري. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ سورة القمر، الآيات ١٦-١٧، ٢١-٢٢.
٣ سورة المؤمنون، الآية ٣٠.
٤ سورة الشعراء، الآية ٨.
٥ سورة الذاريات، الآية ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>