للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقصد إكرامه وتشريفه، لكن هي خارقة لعادته؛ بمعنى أنه لم يعتد أن يفعل ذلك مع عموم الناس، ولا يفعله إلا مع من ميّزه بولاية، أو رسالة، أو وكالة. والولاية والوكالة [تتضمن] ١ الرسالة. فكلّ من هؤلاء هو في معنى رسوله إلى من ولاّه؛ إني قد ولّيته، وإلى من أرسله بأني أرسلته. فهذه عادة معروفة في العلامات، والدلائل التي يبيِّن بها المرسِل أنّ هذا رسولي

وجنس خرق العادة لا يستلزم الإكرام، بل [يَخْرِق] ٢ عادته بالإهانة تارة، وبالإكرام أخرى؛ فقد يخرج ويركب في وقت لم تجر عادته به، بل لعقوبة قومٍ.

وآيات الربّ - تعالى - قد [تكون] ٣ تخويفاً لعباده؛ كما قال: {وَمَا نُرْسِلُ [بِالآيَاتِ] ٤ إِلاَّ تَخْوِيفَا} ٥، وقد يُهلك بها؛ كما أهلك أمماً مكذبين، وإذا قصّ قصصهم قال: {إنّ في ذلك لآيات} ٦، وكان إهلاكهم خرقاً للعادة


١ في ((خ)) : يتضمن. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ في ((م)) ، و ((ط)) : تُخرق.
٣ في ((خ)) : يكون. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٥ سورة الإسراء، الآية ٥٩.
٦ وهذا كثيرٌ في القرآن الكريم. ومن أمثلة ذلك:
١- قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} . [سورة يونس، الآية ٦٧] ، [سورة الروم، الآية ٢٣] .
٢- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} . [سورة الرعد، الآية ٣] ، [سورة الروم، الآية ١٠] ، [سورة الزمر، الآية ٤٢] .
٣- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} . [سورة الرعد، الآية ٤] ، [سورة الروم، الآية ٢٤] .
٤- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} . [سورة إبراهيم، الآية ٥] ، [سورة سبأ، الآية ١٩] .
٥- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى} . [سورة طه، الآية ٥٤، ١٢٨] .
٦- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيات وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} . [سورة المؤمنون، الآية ٣٠] .
٧- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} . [سورة الزمر، الآية ٥٢] ، [سورة الروم، الآية ٣٧] .
٨- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ} . [سورة الروم، الآية ٢٢] .
٩- وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ} . [سورة السجدة، الآية ٢٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>