للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشاعرة يجعلون الفرق بين جنس المعجزات والكرامات وخوارق السحرة: ادعاء النبوة وإلا فالجنس واحد

[وهم] ١ إنّما شرطوا ذلك؛ لأنّ كرامات الأولياء عندهم؛ متى اقترن بها دعوى النبوّة، كانت آية للنبوة٢؛ وجنس السحر، والكهانة؛ متى اقترن به دعوى النبوة، كان دليلاً على النبوّة عندهم، لكن قالوا: الساحر، والكاهن لو ادّعى النبوّة، لكان [يُمنع] ٣ من ذلك، أو يُعارض بمثله٤. وأمّا الصالح: فلا يدّعي.

فكان أصلهم: أنّ ما يأتي به النبيّ، والساحر، والكاهن، والولي: من جنسٍ واحد، لا يتميّز بعضه عن بعضٍ بوصف٥، لكن خاصّة النبيّ: اقتران الدعوى، والاستدلال، والتحدي بالمثل بما يأتي به.

فلم يجعلوا لآيات الأنبياء خاصّة تتميّز بها عن السحر، والكهانة، وعمّا يكون لآحاد المؤمنين، ولم يجعلوا للنبيّ مزيّة على عموم المؤمنين، ولا على السحرة، والكهّان من جهة الآيات التي يدل [الله] ٦ بها العباد على صدقه.

رد شيخ الإسلام عليهم

وهذا افتراءٌ عظيمٌ؛ على الأنبياء، وعلى آياتهم، وتسويةٌ بين أفضل الخلق، وشرار الخلق.

الساحر والكاهن لا يأتي إلا بالفجور

بل تسويةٌ بين [ما يدلّ] ٧ على النبوّة، وما يدلّ على نقيضها؛ فإنّ ما يأتي به السحرة، والكهّان، لا يكون إلاَّ لكذّابٍ، فاجرٍ، عدوٍّ لله؛ فهو مناقض للنبوة.


١ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٢ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٨. والإرشاد للجويني ص ٣١٩-٣٢١.
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : يمتنع.
٤ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٤، ٩٥، ١٠٠.
٥ انظر: البيان للباقلاني ص ٩١، ٩٦. والإرشاد للجويني ص ٣٢٧-٣٢٨.
٦ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٧ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>