للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملاحدة الصوفية وكلامهم في النبوة

والمقصود هنا: الكلام على النبوة؛ فهؤلاء المتفلسفة ما قدروا النبوة حقّ قدرها، وقد ضلّ بهم طوائف من المتصوفة المدّعين للتحقيق وغيرهم، وابن عربي، وابن سبعين ضلوا بهم؛ فإنّهم اعتقدوا مذهبهم، وتصوّفوا عليه، ولهذا يقول ابن عربي: إنّ الأولياء أفضل من الأنبياء١، وإنّ الأنبياء وسائر الأولياء يأخذون عن خاتم الأنبياء علم التوحيد، وأنه هو يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول؛ فإنّ الملَك عنده هو الخيال الذي في [النفس] ٢، وهو جبريل عندهم، وذلك الخيال تابعٌ للعقل؛ فالنبيّ عندهم يأخذ عن هذا الخيال ما يسمعه من الصوت في نفسه.

ولهذا يقولون: إنّ موسى كُلّم من سماء عقله، والصوت الذي سمعه كان في نفسه لا في الخارج، ويدّعي أحدهم أنّه أفضل من موسى، وكما ادّعى ابن عربيّ أنّه أفضل من محمّد؛ فإنّه يأخذ عن العقل الذي يأخذ منه الخيال، والخيال عنده هو الملك الذي يأخذ منه النبي، فلهذا قال: فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملَك الذي يوحى به إلى النبيّ، قال: فإن عرفت هذا فقد حصل لك العلم النافع. وبسط الكلام على هؤلاء له مواضع أُخر٣.


١ انظر الفتوحات المكية لابن عربي ٢٢٥٢-٢٥٣. ومما قاله:
مقام النبوّة في برزخ
فويق الرسول ودون الوليّ
وانظر من كتب شيخ الإسلام: درء تعارض العقل والنقل١٩. وكتاب الصفدية ١٢٥١. ومنهاج السنة النبوية ٥٣٣٥-٣٣٦،، ٨٢٢. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ١٩١، ١٩٦، ١٩٨. وشرح الأصفهانية ٢٥٠٥.
٢ في ((ط)) : لنفس.
٣ انظر: فصوص الحكم لابن عربي ١٦١-٦٤، ١٣٤-١٣٧. وانظر أيضاً من كتب ابن تيمية: كتاب الصفدية ١٢٢٩-٢٣٤، ٢٤٧-٢٥٢، ٢٦٢-٢٦٥. وبغية المرتاد ص ١٨٣، ٣٨٦-٣٨٧. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ١٩٨-١٩٩. ومجموع الفتاوى ١١٢٢٦-٢٢٩،، ١٢٣٩٩. وشرح الأصفهانية ٢٥٠٣-٥٠٧، ٦٣٤. ودرء تعارض العقل والنقل ٥٣٥٦،، ١٠٢٠٤-٢٠٥. ومنهاج السنة النبوية ٨٢٢-٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>